فاقت المهمة قدرات كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الحائز على جائزة نوبل للسلام فأعلن انسحابه في أغسطس. وقال عنان المعروف عنه أنه لا يستسلم بسهولة، أن مهمة الوسيط الدولي في سوريا مستحيلة طالما استمرت حالة الانقسام الميؤوس منها بين القوى العالمية. ولم يتوقع الكثيرون تقدما كبيرا من خليفة عنان في المنصب. لكن الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري المخضرم (80 عاما) يرفض بعناد أن يستسلم في مهمته الأخيرة كما هو متوقع وهي السعي لإنهاء الحرب الأهلية السورية. ويملك الإبراهيمي عقودا من الخبرة في عدد من أصعب الصراعات في العالم. واستمرت جهود الإبراهيمي عاما ونصف إلى أن تمكن من الجمع بين طرفي الصراع في سوريا في غرفة واحدة خلال محادثات السلام هذا الأسبوع في جنيف. ولا يلوح أي اتفاق للسلام في الأفق. ويتعرض الوسيط الدولي بشكل متكرر إلى انتقادات من الطرفين كان آخرها من الحكومة السورية التي قالت إن الإبراهيمي يتعاطف مع المتشددين الإسلاميين. لكن رغم المهمة التي تبدو مستحيلة يقول مؤيدون للإبراهيمي- وبينهم عدد من الدبلوماسيين من منطقة الشرق الأوسط وما وراءها- إنه لا يوجد من هو أفضل منه ليحاول نزع فتيل الأزمة. ويحرص الإبراهيمي نفسه على ألا يدع التوقعات غير الواقعية تعترض طريقه. وقال للصحفيين أمس الأربعاء إن طرفي الصراع في سوريا لم يجتمعا ولو لمرة واحدة منذ ثلاث سنوات ولا يتوقعان عصا سحرية تنهي طريقا طويلا. وأضاف أنه إذا اتخذت الخطوة الأولى فسيكون هذا جيدا جدا. نجاح في لبنان.