أقام المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يوم الاثنين، حفلاً لتأبين الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، حيث حضر الحفل الفنانة فردوس عبد الحميد، وعدد من الشعراء ورفاق الشاعر الراحل الذين قاموا بسرد الحكايات عنه وغناء بعض أشعاره. وقالت الفنانة فردوس عبد الحميد، أنها عرفت "نجم" عندما قام النظام المصري في عهد عبد الناصر بحظر أعمال نجم والشيخ إمام؛ حيث قام والدها بإخفاء الشرائط المسجلة بصوتهما داخل البيانو الخاص به كإجراء احترازي، على حد تعبيرها. وتابعت: تطورت العلاقة بيني وبين نجم من علاقة إعجاب بأعماله إلى مشاركة في الحفلات والفعاليات التي كان يقيمها هو والشيخ إمام، حتى صرنا شريكين في أعمالنا الفنية؛ حيث اشتركنا معًا في المسرحية الغنائية «عجايب» وغيرها، على حد قولها. وعن بساطة "نجم" وعدم تكلفه، قالت فردوس عبد الحميد، أنه "ظل يلبس جلابية وشبشب حتى اليوم الذي توفي فيه، كما سكن في غرفة بمنقطة شعبية تسمى «حوش آدم» ولم يكن بها حمام سوى الحمام الجماعي لكل السكان، حتى توفر لديه بعض المال فأنشأ حماماً خاصًا به في غرفته ودعا أصدقائه إلى حفل افتتاح هذا الحمام، وظل يسكن هناك حتى هُدمت العمارة جراء الزلزال، انتقل على إثره إلى المقطم ليعيش في شقة أعطتها له الحكومة"، حسب قولها. من جانبه، أوضح محمود الشاذلي، أن أحمد فؤاد نجم، هو الذي ابتكر اسم الفاجومي وأطلقه على نفسه، كما أنه عاش ليرى تجسيد حلمه في 25 يناير و 30 يونيه، مضيفًا أن نجم أثناء سجنه سمع صخبًا شديدًا مصحوبًا بأصوات أقدام العساكر داخل السجن حتى قدموا وفتحوا باب زنزانته، فإذا باللواء رئيس مصلحة السجون يطلب منه أن يسمعه قصيدة «شرفت يا نكسون بابا». وأكد الشاذلي، أن نجم كان يرى أنه أعظم شعراء عصره؛ لأنه كان يعبر عن صوت الجماهير، على حد وصفه. وعن المحطات التي مر بها فؤاد نجم في حياته، قال زين العابدين فؤاد: إن اليوم الموافق 27 يناير يوافق نفس اليوم الذي تقابل فيه أحمد فؤاد نجم مع الشاعر فؤاد حداد، وهي أحد المحطات الهامة التي مر بها نجم، كما أن نكسة عام 1967 تعد مرحلة أخرى في حياة الشاعر الراحل حيث تحول من كتابة شعر عاطفي أمثال «أنا أتوب عن حبك أنا» إلى كتابة أشعاره السياسية المعروفة، بالإضافة إلى أن سجنه ما بين عامي 69_71 شكل مرحلة أخرى في حياة أحمد فؤاد نجم، على حد قوله. وذكر سيد عنبه، أنه قام بتسجيل كل قصائد «نجم» كاملة، بالإضافة إلى القصص التي أدت لكتابة هذه القصائد بصوت «نجم» نفسه، وأضح «عنبه» أن الذي دفعه لتسجيل قصص كتابة القصائد هو سؤال التونسيون له عن «أسباب النزول» حسب تعبيرهم. وتابع عنبه، أنه كان كلما لمح تكاسلاً من قِبل أحمد فؤاد نجم عن تسجيل قصائده، حثه قائلاً: "ماذا لو سجل بيرم التونسي أشعاره؟"، فيسرع نجم قائلاً له: "أحضر التسجيل بسرعة". وعن علاقة أحمد فؤاد نجم بالشيخ إمام، عبّر «عنبه» أن نجم وإمام كانا كيانًا فنيًا واحدًا، حسب قوله. أما عن الظروف التي مرّ بها نجم في صغره، قال الشاعر شعبان يوسف: تقابل أحمد فؤاد نجم مع عبد الحليم حافظ في الملجأ الذي أودعته فيه أمه بعد وفاة والده وهو ما يزال صاحب 6 سنوات، على حد قوله. وتابع: أن نجم أول شاعر يحكم عليه بالسجن أمام محكمة عسكرية بعد عام 1952؛ حيث سجن عاماً هو ورفيقه الشيخ إمام. وخلال الحفل، قام الفنان أحمد إسماعيل بالعزف على العود، بالإضافة إلى غناء بعض أشعار نجم التي لحنها الشيخ إمام. كما قامت الفنانة فردوس عبد الحميد بأداء أغنية «في المشمش»، وبعد انتهاء الأغنية رفعت صوتها قائلة: في المشمش إن الإخوان يرجعوا. حسب قولها.