لم يكن حال الفن فى مصر وحده محور الحديث فى ندوة تكريم الفنان نور الشريف، التى أقيمت بمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، فى دورته المقامة حاليا، حيث تطرق نور الشريف إلى العديد من القضايا والملفات، بعضها سياسى وبعضها اجتماعى، كما غاص كذلك فى وقائع تاريخية مر بها. وكشف نور الشريف خلال الندوة عن دور الرئيس الراحل أنور السادات فى إجازة عرض فيلمه «أهل القمة»، والذى كان ينتقد فترة حكمه إبان توليه السلطة، وروى الواقعة قائلا: رغم بدء تهميش الفن فى عهد الرئيس السادات، إلا أنه كان وراء الموافقة على عرض فيلم «أهل القمة»، متحملا انتقاد الفيلم لنظامه السياسى بشكل مباشر. وأضاف أنه اتصل بالرئيس السادات وطلب منه إجازة الفيلم، فطلب من إرسال نسخة لمشاهدته، وبعد أن شاهده لم يحذف إلا مشهدا واحدا فقط يحصل فيه ضابط شرطة على رشوة. وأوضح نور الشريف أن الفن المصرى يعانى حاليا من مشكلة التسويق، وعدم توزيع الأفلام فى الخارج بشكل جيد، مؤكدا إعجابه بتجارب السينما المستقلة. وأضاف: أشجع السينما المستقلة، وأتابع باستمرار التجارب الشابة، وليس من حق أحد أن يحجر على أفكار الآخرين، والسينما فى كل دول العالم موضة، وعندما نجح فيلم سواق الأتوبيس رغم عدم وجود رقصات أو قبلات خرجت أفلام أخرى تقلده. وأوضح أن فيلمى «سواق الأتوبيس» و«حدوتة مصرية» هما الأقرب إلى قلبه، لكن حدوتة مصرية أكثر صعوبة، مشيرا إلى أنه تعلم من كل المخرجين الذين عمل معهم. وتطرق إلى الشأن السياسى الحالى وقال إنه لا يفهم سبب مساندة أمريكا للإخوان سواء فى تونس أو مصر أو ليبيا، مضيفًا أن التيار الإسلامى إذا تولى الحكم سيتسبب فى كارثة حقيقية، وقال: «إنه يتوقع حربا إسلامية شيعية، بين مصر وتركيا من جانب، وإيران من جانب آخر». وطالب الفنان الكبير، خلال الندوة، أن يسلح الجيش المصرى نفسه وألا يعتمد على أسلحة خارجية، وأن يتواجد احتياطى غذائى لمدة 3 أعوام على الأقل. ودعا إلى البعد عن الرغبات والمطالب الشخصية والصراعات بين الطوائف السياسية لخطورة المرحلة الحالية، والعمل على تحقيق خطة التعليم، وتحقيق الاكتفاء الذاتى، مؤكدًا أن تحقيق العدالة الاجتماعية فى مصر سيؤدى إلى اختفاء الإرهاب. وصف نور الشريف الساحة السياسية فى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية بأنها باتت تشبه «سوق عكاظ»، حيث قال: «خلال الأعوام الثلاثة الماضية كنت أشعر بالأسى مما يحدث، هناك أصنام انهارت وأساتذة فقدت الثقة فيهم، وتحولت الساحة السياسية إلى سوق عكاظ، وبات الكل يتاجر بالمبادئ». واعتبر نور الشريف أن بعض الشباب باتوا يمثلون مشكلة برغبتهم فى استدراج الجميع لمناقشات وصفها بال«سفسطائية» ولن تجدى سوى فى تعطيل مسيرة الدولة. وتمنى الشريف من الرئيس المقبل أن يقوم هو وحكومته بإطلاع الشعب بشفافية على طبيعة الوضع الإقتصادى للدولة، وطبيعة الديون والمنح التى تصل لمصر من الدول العربية ومدى قدرة الاقتصاد المصرى على استعادة عافيته. وبشأن حال السينما طالب الدولة بمساعدة السينمائيين على فتح سوق خارجية، وعبر عن احترامه لأحمد حلمى من الأجيال الجديدة لأنى أحس أنه بيفكر ويغير، كما عبر عن إشفاقه على محمد هنيدى، قبل أن يقول «مش مشكلة لما الفيلم يسقط، ولكن فى ظل الميزانيات الضخمة وسيطرة الشركات التى تنفق الملايين كان يجب على الأمور أن تبقى معقولة عشان الصناعة تستمر».