لن يتمكن آرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، من الآن فصاعدًا، من متابعة "صور الأبقار في التلفاز"، (طبقًا لصحيفة يسرائيل هوم قبل خمس سنوات)، على أنه لن يعلم أبدًا أنه أصيب بغيبوبة قبل ما يزيد عن السبعة أعوام. بالطبع لن يفاجأ شارون، بثورات الربيع العربي؛ لأنه ببساطة شديدة، مات اليوم في إحدى المستشفيات الإسرائيلية. الرجل الذي يعتبره اليهود بطلًا قوميًّا أسطوريًّا، ويراه العرب سفاحًا، ومجرم حرب، حتمًا سيواريه الثرى، فيما تبقى سمعته هذه، جزءًا من تاريخ دولة بنيت على سمعة القوة. العسكري المولود في فلسطين (1928) في قرية كفار ملال، قاد حرب يونيو (1967) على مصر وسوريا، بعد أن ترقى قائدًا عامًّا للقوات المسلحة الإسرائيلية، لكن عقب هزيمة جيشه أمام مصر في أكتوبر 1973، تمت تنحيته عن منصبه العسكري قبل أن يعود وزيرًا للدفاع عام 1981، ويتم إدانته بارتكاب مجزرة صابرا وشاتيلا عقب غزو لبنان (1982). مؤسس حزب كاديما، لن يتمكن من متابعة التطورات التي تجرى في حزبه ( كاديما) الذي يستعد لخوض الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. الانتخابات التي تجرى في توقيت يعاني فيه المحيط الجغرافي لإسرائيل من توتر واضطراب كبيرين، خصوصًا الحرب الدائرة على الحدود الشمالية بسوريا ولبنان، والتوتر في الشرق الأوسط. آرئيل شارون، الرجل الذي يفضل لغة الحرب مع جيرانه العرب، يموت في توقيت تحاول فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية، الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، لوقف الاستيطان، والوصول لحل نهائي للصراع مع الفلسطينيين. غياب آرئيل عن الساحة السياسية، في مطلع 2014، لا يعني الكثير بالنسبة للسياسيين، في إسرائيل وخارجها. فالرجل غائب عن الحياة العامة، منذ ألصقته جلطة القلب، بسرير النسيان، وإن كانت وفاته الآن، تعني الكثير بالنسبة لحزب كاديما، وأنصار اليمين في إسرائيل، الذين يرفضون بشدة وقف الاستيطان، والاعتراف بحدود الرابع من يونيو 1967. لا شك أن جنازة الرجل المثير للجدل، ستكون كبيرة في إسرائيل، لكن التقدير الأكبر هو أن هذه المناسبة ستكون مهمة لجمهور اليمين الإسرائيلي، الذي يرفض عملية السلام، ولا يعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة.