صفحة «ألتراس مورسيان» فى حالة استنفار دائم، فهى تسعى لحشد المؤيدين عبر موقع التواصل الاجتماعى، وتخلق حالة من التعبئة الالكترونية. يقول أشرف محمد، من الفريق الذى يدير الصفحة، التى تم تدشينها يوم 5 يوليو الماضى: «نسعى لأن نكون موجودين على الساحة وأن نعطى فرصة للدفاع عن أنفسنا. وذلك بعد أن فقدنا العديد من منابر التواصل مع الجمهور. مثلا جريدة الحرية والعدالة تواجه تعسرا فى الصدور». فى هذا الإطار وجدت الجماعة ضالتها على الانترنت، وانتشرت عليه الصفحات التى تناصر الجماعة، مثل «ألتراس مورسيان» و«مصريون مغتربون» و«شباب نهضاوى» و«إحنا شباب إخوان اعرفنا صح» و«مغتربون ضد الانقلاب»، إلى ما غير ذلك. يقول أشرف الشريف، المحاضر فى العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: «تبدو جماعة الإخوان المسلمين متميزة على المستوى اللوجيستى سواء فى مجال التواصل الاجتماعى أو الدعاية وتشكيل الرأى العام. فقد كانوا من أوائل المجموعات الأولى التى أدركت قبل الثورة أهمية الشبكات الاجتماعية فى التعبئة العامة وتشكيل الرأى العام. أثناء انتخابات 2005 على سبيل المثال، كان لهم 60 موقعا على الإنترنت، استطاعوا من خلاله أن يؤثروا على الرأى العام لتمكنهم من نقل وقائع التجربة الانتخابية لحظة بلحظة. وهو ما تحاول الجماعة تكراره اليوم إلى حد ما خاصة أنها تملك كوادر مدربة بشكل قد يكون أفضل من الكوادر الإعلامية التى كانت تساندهم، وفقا لتصريحات أحد أعضاء الجماعة الذى كان يعمل بإحدى المؤسسات الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين». روح الفريق تدعم من يعملون فى صفحة «ألتراس مورسيان»، ويصل عددهم إلى 15 شخصا يتناوبون على مدار 24 ساعة. أشرف محمد، أحد القائمين على الصفحة، يوضح طريقة العمل بها، قائلا: «يتم تقسيم المهام داخل الصفحة وفقا لطبيعة النشاط: طلبة الجامعة مثلا يتولون إدارة الصفحة فى الفترة المسائية، كما يعملون على تغطية المسيرات والتظاهرات القريبة منهم، فضلا عن تزويد الموقع بالصور، بينما يتولى آخرون الرد على الاتهامات والآراء المعادية للجماعة على الصفحات المناهضة لهم مثل صفحة (الجنرال السيسى). فى حين تتولى الفتيات التواصل مع زوجات وأسر القيادات المقبوض عليهم لنقل أخبارهم من محبسهم والعمل كهمزة وصل مع باقى أفراد الجماعة. ويتولى فريق آخر التواصل مع مجموعات أخرى لتنظيم المسيرات وحشد الأنصار». المرونة واللامركزية هما من أبرز نقاط قوة هذا الفريق، كما يقولون، مؤكدين أن استراتيجيات الإخوان لا يتم وضعها فى حجرات مغلقة، فقادة الجماعة فقط يقومون بتحديد أهداف المرحلة ويتركون التنفيذ لمن هم فى قاعدة الهرم، بعد استيعاب الفكرة العامة، سواء بإطلاق مبادرات أو دعوات وخلافه. الأزمات المتكررة التى تعرضت لها الجماعة على مر تاريخها دفعتها إلى بلورة طريقة خاصة للتواصل خلال اللحظات الصعبة أو ما يمكن أن نسميه «قنوات شرعية للوجود فى فترات التضييق». يمكننا تطبيق ذلك على فترة حكم مبارك، بحسب محمد محمود الصحفى الحر والخبير الإعلامى المتخصص فى الملف الدعائى للجماعة. ظهر ما يطلق عليه «التسامح المشروط» تحت حكم مبارك، وأفرز ذلك أشكالا للوجود من خلال صحف وتحالفات حزبية كجريدتى «الأحرار» و«الشعب». كما كانت هناك شركات تعمل فى مجال الدعاية والإنتاج الإعلامى تخدم مصلحة الإخوان بشكل غير مباشر، عن طريق إبراز أخطاء معارضيهم. مثلا «شبكة (رصد) ظلت تعمل طيلة الفترة السابقة، ولم يلتفت الكثيرون إلى أنها تتبع الإخوان إلا مؤخرا»، على حد تعبير الباحث أشرف الشريف الذى يؤكد أن الإخوان المسلمين يدشنون حاليا صفحات على الانترنت لأغراض متعددة، بعضها قد لا يدافع عنهم بشكل مباشر، لكنها تصب فى مصلحتهم. على صفحة «مغتربون ضد الانقلاب»، يحاول العديد من أنصار الجماعة المقيمون فى الخارج إلى خلق رأى عام مناهض للثلاثين من يونيو، بحسب جمال العجمى، أحد الأعضاء البارزين فى الصفحة، وذلك من خلال أفلام مصورة يحصلون عليها من موقع «إخوان تيوب». الصفحة التى تتخذ من «أصابع رابعة» ذات الخلفية الصفراء، شعارا لها، تتواصل مع الصفحات الأخرى لنقل ما يكتب أو يقال عن مصر فى الخارج. تفرض هذه النوعية من الصفحات نوعا من الرقابة على زوارها، وتعمل بآلية تشبه المصفاة لقبول أعضاء جدد، أى تعتمد طريقة المجموعات المغلقة، ولا تقبل أعضاء من خارج عباءة الإخوان أو دون ترشيح من قبلهم، كما يوضح عمرو عزيز الناشط الالكترونى وعضو أحد الصفحات التى تدافع عن المؤسسة العسكرية، وهو يستطرد قائلا: «هناك بعض الصفحات الإخوانية التى تعمل فقط على التحريض ضد الجيش، وقد تم إغلاق إحداها على اعتبار أنها تقف وراء بعض أعمال العنف، إذ توقعت أحد التفجيرات قبل الحادث بعشرين دقيقة.. ما دفعنا لملاحقتها عن طريق إطلاق حملة لجمع التوقيعات بهدف الضغط على موقع الفيسبوك لإغلاقها». فى ظل الملاحقة الالكترونية التى تتعرض لها بعض هذه الصفحات، يشعر أعضاؤها أنهم فى حرب من أجل البقاء، وهو ما يؤكد فريق «ألتراس مورسيان»: «لابد أن نكون موجودين لمدة 24 ساعة أون لاين، لأننا نواجه مطاردات من قبل الصفحات المعارضة، وهى معركة (الريبورتات) أو التقارير الاخبارية، فإذا ما تعدى عدد تلك التقارير خمسين ألفا، يمكن لموقع الفيسبوك إغلاق الصفحة. لذا نطلب من كل الأعضاء أو (الفانز) أن يبعثوا لنا بالرسائل والتعليقات واللايكات والشير لصور الدكتور مرسى وشعارات رابعة بصفة خاصة عندما تشتد حملات الهجوم على الصفحة».