وسط أجواء من الاحتقان الإقليمي، يجتمع قادة دول جنوب شرقي آسيا في اليابان لعقد قمة من المرجح أن تكون الصين موضوعها الرئيس. وتأتي هذه القمة التي ستمتد ثلاثة أيام بعد أسابيع من إعلان الصين إقامتها منطقة دفاع جوية جديدة تتداخل مع مناطق تتنازعها اليابان وكوريا الجنوبية. وتهدف اليابان إلى الحصول على دعم دول جنوب شرقي آسيا. ومن بين تلك الدول من لديه نزاعات إقليمية مع الصين. غير أن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو قال إن العلاقات الجيدة بين الصينواليابان "أساسية" لمستقبل المنطقة. ففي تصريحات له من طوكيو، أعرب يوديونو عن "قلق بلاده الشديد من احتمالات نشوب خلافات قد تتحول إلى نزاعات مفتوحة تؤثر سلبا على كل دول المنطقة". وأضاف: "في الوقت الذي تستمر المفاوضات حول الحدود، فإن من الأهمية بمكان أن نبقي على قنوات الاتصال مفتوحة لتفادي الأفعال غير المحسوبة التي قد تقع داخل المناطق المتنازعة"، غير أنه لم يحدد نزاعا بعينه. حرية الطيران وتتزامن قمة طوكيو مع حلول الذكرى الأربعين لتوطيد العلاقات بين اليابان والدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (الآسيان). ووفقا لوكالة أنباء كيودو اليابانية، من المتوقع صدور بيان مشترك من اليابان ورابطة الآسيان في نهاية القمة، غير أنه من غير المعلوم بعد ما إذا كان هذا البيان سيشير إلى منطقة الدفاع الجوي الصينية تلك. من جانبها، قالت الفلبين، التي تتنازع مع الصين حول عدة جزر في بحر الصينالجنوبي، إنها ملتزمة بحرية الطيران في المجال الجوي الدولي. وعقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال رئيس الفلبين بنينو أكوينو: "أكدنا التزامنا بتفعيل حكم القانون وبالدعوة إلى حل النزاعات سلميا، وكذلك بتأكيد حرية الطيران في المجال الجوي الدولي"، غير أنه لم يخص الصين بالذكر. وعند سؤاله عن قمة يوم الخميس قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن الدول المعنية يجب أن تعمل على حفظ استقرار المنطقة، مضيفا أن الدول "وهي تنمي العلاقات فيما بينها يجب ألا تستهدف أطرافا أخرى أو تضر بمصالحها". وطبقا لتقارير محلية، من المتوقع أن تعلن اليابان أثناء القمة عددا من المنح والقروض المهمة لدول الآسيان. وتقع منطقة الدفاع الجوي الجديدة فوق بحر الصين الشرقي، وتشمل عدة جزر متنازع عليها ولكنها تقع تحت سيطرة اليابان، بالإضافة إلى صخرة شبه مغمورة تطالب بها كوريا الشمالية. وأعلنت الصين أن الطائرات المحلقة في هذا المجال يجب أن تخضع لبعض القواعد التي تتبناها هذه المنطقة، ومن بينها تقديم خطط الطيران والتعريف بهويتها. غير أن طائرات حربية تابعة للولايات المتحدة ولليابان ولكوريا الجنوبية تحدت هذه الشروط بتحليقها دون إخطار مسبق. وقالت واشنطن إن إعلان الصين منطقة دفاعها الجوي هو رغبة فى تغيير الوضع القائم بقرار منفرد.