أكد الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمؤلف الرئيسى لتقرير التنمية الإنسانية العربى للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة لعام 2009 أنه انسحب من التقرير اعتراضا على بعض التغييرات، التى أحدثها موظفو البرنامج، مشيرا إلى أن هذه التغييرات كانت جوهرية وغيرت من البنية الفكرية له. وقال خلال مؤتمر صحفى عقده يوم الثلاثاء لتوضيح انسحابه من التقرير المقرر إطلاقه فى لبنان فى 20 يوليو الحالى إن من أهم هذه التغييرات هى إسقاط الفصل المتعلق بصراعات الهوية إضافة إلى التقليل من أهمية الاحتلال الأجنبى على أمن الإنسان العربى. وأن التغيير الذى أدخل على التقرير مس الفصول التى لها طابع سياسى وترك بقية الفصول. ونفى السيد أن يكون السبب فى التدخلات التى حدثت ضغوط من الحكومات، ولكن رقابة داخلية لدى الموظفين داخل المنظمة الدولية. وعن الأجزاء التى تم إسقاطها من التقرير، كشف السيد أن الجزء المتعلق بالهوية والذى كان يحمل عنوان «القنبلة الموقوتة: صراع الهوية» تم إسقاطه وإضافة صفحتين منه فقط إلى الجزء المتعلق بالدولة، وكان هذا الجزء يشير إلى أن هذه مشكلة يجب التنبه لها لأن ضحاياها فى الوطن العربى أكثر من ضحايا الحروب الخارجية. وفيما يخص الجزء المتعلق بإسرائيل والذى تمت إزالته أيضا أشار السيد إلى أنه عندما تطرق فيه فى البداية إلى أوضاع العرب فى إسرائيل قالوا له إن إسرائيل ليست جزءا من الوطن العربى وأنها ستحتج إذا نُشر هذا الفصل، ومن ثم قرر أن يتحدث فى هذا الفصل عن إسرائيل باعتبارها تمثل تهديدا لمحيطها العربى، ومع ذلك تمت إزالة هذا الجزء من التقرير. وأشار السيد إلى تغيير مكان وترتيب الجزء المتعلق بالتهديدات الخارجية للأمن الإنسانى العربى والاحتلال الأجنبى، من الترتيب الثانى بعد التهديدات البيئية إلى التريب التاسع، بما يشير إلى تهميش خطورة الاحتلال. وأضاف: «كتبت لمديرة البرنامج الإنمائى وقلت لها أنا أرفض هذه التغييرات ولا أتحمل مسئولية هذا التقرير» ، مشيرا إلى أن المديرة ردت عليه بأن التقارير التى تصدرها المنظمة تتم نتيجة جهد جماعى ومشاورات وليس لأحد أن يدعى أنه صاحب هذا التقرير. وأضاف: «رددت عليها وقلت أوافق على أن التقارير هى جهد جماعى، ولكن المؤلف الرئيسى يجب أن يكون له دور فى إدخال هذه التعديلات، لكن ما جرى أننى لم أستشر على الإطلاق فى هذه التغييرات». وأضاف: «ما حدث جعل التقرير هو تقرير البرنامج الإنمائى يعبر عن وجهة نظر ترى أن الاحتلال الأمريكى أقل أهمية من توفير الغذاء»، لكن السيد ألقى باللائمة على أعضاء الهيئة الاستشارية للبرنامج والذى وصف بعضهم بأنه قد يعبر عن رأى حكومات، فهناك وزراء ورؤساء وزراء سابقون فى الهيئة الاستشارية. وذكر أن مسئول المشروعات بالمكتب الإقليمى للبرنامج ذكر له خلال اجتماع جمع بينهما فى مارس الماضى أنه أحدث تغييرات فى التقرير قال إنه رد عليه بأن هذا الأمر غير مقبول، وحين رأيت التغييرات وجدت أنها تغييرات جوهرية تؤثر فى البنية الفكرية للتقرير، وتسقط العديد من القضايا المهمة، وتفقد التقرير طابعه التحليل.