فوجئ أكثر من 350 مشاركًا في المؤتمر القومي للسكان والتنمية، اليوم الثلاثاء، بحضور السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك" على منصة المؤتمر، حيث لم يكن اسمها مدرجًا ضمن المتحدثين أو المعقبين، في برنامج المؤتمر، الذي بدأ أعماله أمس. وقالت "مشيرة" التي حضرت باعتبارها وزيرة سابقة لوزارة الأسرة والسكان: "الحمد الله أنه تم إلغاء وزارة الأسرة والسكان؛ لأنها كانت وزارة بلا صلاحيات، ولا موارد، وبدون صلاحيات أو سلطة، المفروض أن تكون سلطة المجلس القومي للسكان في يد رئيس الوزراء، لكن رئيس الوزراء بيكون مش فاضي". وافتخرت "مشيرة" بأن الفريق الذي كان يعمل معها، لا زال يعمل في نفس القضية السكانية، موضحة أن اهتمام وزيرة الصحة الحالية، مها الرباط، بافتتاح المؤتمر وحضور جلساته، مع الوزير أشرف العربي، وزير التخطيط، ونائب وزير الدفاع اللواء أحمد عبد الحليم، هو أكبر دعم سياسي للقضية السكانية. وأوضحت "مشيرة" أن معالجة القضية السكانية تقتضي اقترابًا متكاملا يعتمد على حقوق الإنسان، وحق كل مواطن في الحصول على خدمات الدولة دون تمييز، مضيفة أنه يجب أن "يصبح من حق المواطن أخذ الدولة إلى المحكمة، إذا فشلت في توفير التعليم للفقراء". وأكدت وزيرة الأسرة والسكان السابقة أن "مشكلة تنفيذ السياسات تكمن في افتقاد المتابعة التي يجب أن تقوم بها جهات أخرى، غير الجهات المنفذة". ورحب د. أحمد البرعي، وزير التضامن، الذي رأس الجلسة الأولى بمشيرة خطاب قائلا: "سعيد بوجود السفيرة مشيرة بيننا، لتوضح لنا كيف تحول المجلس القومي للسكان إلى وزارة للأسرة والسكان، استمرت عامًا ونصف، ثم ألغيت، وما إذا كان هذا دليلا على التخبط". وقامت وزيرة الصحة، مها الرباط، بإلقاء كلمة رئيس الوزراء حازم الببلاوي، حيث قال: إن "الحكومات التي توالت على مصر منذ الستينيات، قد ركزت في معالجة القضية السكانية على ضبط النمو السكاني فقط، دون التركيز على باقي عناصرها، التي تتضمن حصول كل مواطن على حقوقه في الصحة والتعليم وباقي الخدمات، مؤكدًا أن الحكومة الآن تركز على أن يتمتع كل المواطنين دون تمييز، بحياة كريمة وعدالة اجتماعية، تحقيقًا لأهداف الثورة". في الوقت نفسه أكد وزير التخطيط، د. أشرف العربي، على أن وزارته تضع الآن "استراتيجية تنموية" لمصر (2015-2030) بعيدًا عن الإطار الحكومي التقليدي، وبمشاركة الجميع. وأضاف "العربي" أن "هذه الخطة تواكبها "خطة تنموية" قصيرة الأجل لأعوام (2014-2017) تترجم لخطط ومشروعات محددة، وتعهد أن تدرج موازنات محددة لتنفيذها، وآلية للمحاسبة ولمتابعة إدماج البعد السكاني في خطط الدولة". أما الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، فقالت في نهاية كلمتها: إن الإعلام يتبع دور الدولة، مضيفة: "لو اتبعت الدولة عملا جادًّا لمواجهة المشكلة السكانية سنتبعها". وتابعت وزيرة الإعلام: "تأثيرنا ليس قويًّا في الدعوة إلى تقليل عدد الأطفال داخل الأسرة؛ لأن شيوخ الزوايا يسمعون المواطنين أكثر منا". ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها مشيرة خطاب في مؤتمر قومي، منذ ألغيت وزارتها عقب ثورة يناير عام 2011.