التقت «الشروق» سائق قطار دهشور، أثناء احتجازه بمديرية أمن الجيزة، وأحد عاملى المزلقان، قبل ترحيلهما بلحظات إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. بداية اعترف العامل، ياسر عبد الجليل الجندي، بالتقصير وعدم قيامه بإغلاق المزلقان لحظة مرور القطار، لأن إشارة المزلقان والجرس لا يعملان منذ شهرين، وقال: «طالبت مفتشى السكك الحديدية بإصلاحهما أكثر من مرة إلا أنهم لم يستجيبوا لذلك». وروى العامل لحظة التصادم الدموى، وقال: «فوجئت بالقطار يمر بسرعة فى تمام الواحدة ليلا ويأخذ أمامه سيارتين محملتين بالركاب»، مضيفا: «حاولت الهروب لأنى أعلم حجم الخطأ الذى وقعت فيه جيدا لكن الشرطة لاحقتنى وقبضت على». وأضاف العامل باكيا «أنا والله ما شوفت الإشارة الحمراء لأنها عطلانة ومليش ذنب فى الناس اللى ماتت، وأصابتنى صدمة عصبية شديدة، لكن أطالب بمساءلة المسئولين الكبار قبل مساءلتى حتى يعرف الناس جميعا أن الحادث ليس بسبب إهمالى فقط». فى السياق ذاته، قال سائق القطار، رأفت حمدى، الذى ألقت قوات الأمن القبض عليه فور وقوع الحادث ل «الشروق» إنه أعطى أكثر من تنبيه صوتى قبل دخول القطار على مزلقان دهشور، و«قررت المرور عليه وأنا لا أعلم إذا كان مغلقا أم لا». وأضاف السائق: فوجئت بالقطار يصطدم بسيارتين أحدهما نقل والأخرى اتوبيس كانا محملين بالركاب ولم أصدق نفسى إلا بعدما سمعت صرخات المصابين أسفل عجلات القطار، وتابع: «كنت أتمنى أن يسعفنى القدر فى تفادى الحادث إلا أن ذلك لم يحدث»، مشيرا إلى أنه أمسك الفرامل بعد مسافة كيلو ونصف من موقع الحادث. واتهم سائق القطار عاملى المزلقان بالتقصير الشديد لأنهما لم يغلقا المزلقان أمام المارة، مؤكدًا أنه كان يسير بسرعة 50 كيلومترا وهى السرعة المقررة للقطار على حد قوله. كانت أجهزة الأمن بالجيزة، قبضت على عاملى المزلقان ياسر عبدالجليل سالم الجندى 45 سنة «خفير»، والشاذلى ياسين السيد على 38 سنة «عامل صيانة» لاتهامهما بالإهمال وعدم إغلاق مزلقان السكة الحديد أثناء مرور القطار مما تسبب فى الحادث وسقوط ضحايا ومصابين. كما ألقت الشرطة القبض على سائق القطار، رأفت محمد عبدالرازق ومساعده محمد سليمان محمد الدسوقى، وأمر اللواء كمال الدالى بإحالة المتهمين للنيابة التى باشرت التحقيقات كما أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية للوقوف على ملابسات الحادث.