«انزل.. انزل».. هتاف كان يردّده المتضامنون مع مصابي أحداث محمد محمود، مخاطبين به محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، في مؤتمر عقدته النقابة، الأحد؛ لتكريم المصابين خلال تلك الأحداث. «النقابة تتسع لكل التيارات السياسية.. كلامكم ده عيب ولو عندكم شجاعة اعتذروا»، هكذا كان "عبد القدوس" يرد على الهتافات المعادية له، والتي تصفه بالخائن وبالمنتمي إلى جماعة «إرهابية»، محاولاً أن يرفع صوته وسط الضجيج الذي يحجبه، ويرفض الخروج من القاعة. يعتلي رضا عبد العزيز، والذي فقد عينيه في أحداث محمد محمود، منصة القاعة ليقول للحاضرين وسط ضجيج الهتافات، «أنا مبقتش عايز أشوف تاني لأن مبقاش في حاجة تتشاف.. اللي مش عايزه الثوار لازم يمشي من القاعة»، ثم رفض الجلوس بجوار عبد القدوس. الهتافات تتعالى «إخواني قاعد بينا ليه.. تكريم شهدا مش كباريه»، وأصوات أخرى ترتفع تطالب بعدم تسليم المصابين شهادات النقابة؛ لأن "عبد القدوس مضى عليها"، فيما يطالب أحد الحاضرين من الحضور البقاء في القاعة «لأنه مؤتمر الثوار واللي مش عاجبهم يخرج». في الأثناء، يأتي هيثم فودة، والذي فقد عينه اليسرى في أحداث محمد محمود، ويرفض إكمال الحفل احتجاجًا على وجود عبد القدوس، معلقًا بقوله: «مش هكمل المؤتمر وفي عضو منتسب للجماعة قاعد فيه»، فيرد الحاضرون بهتاف «كانوا ديابة وكنا أسود.. يا مصاب يا بطل عينك بتحرر وطن»، على حد تعبيرهم. والضجيج لم يخفت لحظة، ويقترب الغاضبون أكثر من "عبد القدوس" الجالس أعلى منصة القاعة ويلتفون حوله، يعيدون هتافاتهم المعادية المطالبة بخروجه من القاعة في الوقت الذي يصر فيه هو على الثبات على موقفه، يدق جرس إنذار في النقابة عند احتدام الموقف ثم تنطفئ أنوار القاعة ليبدأ الجميع في الخروج. وبدأ المتضامنون الغاضبون يخرجون من القاعة مرددين هتافات منها «يسقط كل من خان.. عسكر فلول إخوان»، و«كل المجد للشهداء»، و«هم باعونا في الميدان»، على حد قولهم.