شهد محيط أكاديمية الشرطة إجراءات أمنية غير مسبوقة، تزامنا مع أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، و14 من مساعديه وأنصاره، أمس، فى قضية فض الاعتصام السلمى لمعارضى مرسى أمام قصر الاتحادية فى 5 ديسمبر من العام الماضى. وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة على بعد 2 كم من البوابة الخاصة للدخول إلى مقر المحكمة بأكاديمية الشرطة، رافضة دخول أى سيارات مما اضطر المحامين والإعلامين إلى السير لمسافة تجاوزت 2 كم. وتمركزت أكثر من 8 مدرعات تابعة للقوات المسلحة وسيارات خاصة بالجيش وضباط وجنود القوات المسلحة أمام مقر الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود 5 سيارات أمن مركزى، و3 مصفحات تابعة لقوات الشرطة، وأكثر من 12 تشكيلا تابعا للأمن المركزى. وكثفت قوات الأمن من وضع الحواجز الحديدية لمسافات كبيرة أمام البوابة رقم 8 للأكاديمية، بالإضافة إلى منع دخول أى شخص لا يحمل تصريح المحاكمة، إلى داخل الكردون الأمنى. وحمل المتظاهرون من أنصار الجماعة، الرايات الصفراء مطبوعا عليها علامة «رابعة»، وصورا للرئيس المعزول، محمد مرسى، ولافتات كتبوا عليها «رابعة رمز الصمود»، وأخرى تسخر من المحاكمة مكتوبا على إحداها «محاكمة القرع»، تنديدا بمحاكمة مرسى، فيما حضر عدد من معارضى الرئيس المعزول للمطالبة بالقصاص لضحايا الاتحادية. ووضعت سيدات شارات صفراء على جباههن مكتوب عليها «كلنا رابعة»، فيما احتمى متظاهرون من حرارة الشمس، بارتداء قبعات مطبوعا عليها صورة الرئيس المعزول، محمد مرسى، مرددين هتافات مؤازرة لمرسى وأخرى مناوئة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ووزارة الداخلية، ومؤسستى القضاء والإعلام. كما قام أنصار الجماعة، بتحطيم عدد من سيارات البث التابعة للقنوات الفضائية، بعدما رشقو طاقمها بالحجارة واعتدوا عليهم بالضرب، وصيحات تصف الإعلام ب«إعلام المسيح الدجال، والإعلام اليهودى»، فى وقت واصلت فيه كاميرات القنوات الأجنبية التصوير بحرية. وانتقد محمد الدماطى المتحدث باسم هيئة الدفاع عن الإخوان، استعدادات قوات الأمن وتكثيف تواجدها بمحيط الأكاديمية، قائلا: «لا أرى الأمر يحتاج لكل هذا التكثيف الأمنى، ووضع 24 ألف ضابط ومجند ضمن خطة مواجهة العنف فى هذا اليوم السلمى»، مؤكدا أن هذا العمل «مخابراتى» بالدرجة الأولى، بهدف ترويع المواطنين وتوصيل رسالة للخارج بأن الدولة تحارب الإرهاب. فى السياق ذاته، قال محمد طوسون، زعيم الأغلبية فى مجلس الشورى المنحل، وعضو هيئة الدفاع، إن الفرق بين محاكمتى مبارك ومرسى، إن الأول تنحى وتخلى عن الحكم، فى وقت يظهر مرسى مدافعا عن شرعيته فى إدارة البلاد، على حد قوله. ومؤكدا أن مرسى يرفض كافة اجراءات المحاكمة. وبعد انتهاء جلسة المحاكمة بدقائق، غادرت طائرة عسكرية مقر الأكاديمية، وبينما استقبل عدد من المتظاهرين، فريق المحامين وعلى رأسهم محمد سليم العوا بالهتاف، حيث حملوه على الأعناق، اعتدى أعضاء الجماعة على أحد المحامين المدعين بالحق المدنى، وقاموا بتكسير زجاج سيارته، بعدما قال لهم «ان شاء الله ياخد إعدام».