قالت مصادر دبلوماسية عربية متطابقة إن قطر بدأت مسعى محدودا، ولكن فيما يبدو أنه جاد، لإنهاء حالة التوتر التى ميزت علاقاتها العربية إجمالا فى الشهور الماضية. وقال مصدر عربى إنه «أصبح من الواضح لدى الدوحة أنها ذهبت إلى مدى أبعد مما يمكن تقبله عربيا»، مشيرا إلى أن «موقف قطر من تطورات الأوضاع السياسية فى مصر»، بما فى ذلك ما تقول به مصادر رسمية مصرية من أنه «تورط فى المساعدة فى إخفاء شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين مطلوبة للسلطات القضائية فى القاهرة». وأيضا «ما تقوم به قناة الجزيرة بتعليمات واضحة من الخارجية القطرية لإثارة نعرات سياسية داخل العديد من الدول العربية، بما فى ذلك مصر، وهو ما أصبح غير مقبول للعديد من العواصم العربية، وعلى رأسها الرياض التى أكدت للدوحة مؤخرا، وبصورة واضحة، أن الوقت قد حان لإنهاء سياسات إثارة التوتر، وأن المملكة لن تسمح بأى مسعى للنيل من الاستقرار فى مصر إطلاقا». وقال مصدر رسمى مصرى: «نعم أبلغتنا الرياض أنها قامت بنقل هذه الرسالة بكل وضوح ليس فقط للدوحة ولكن أيضا إلى أنقرة التى كانت ضالعة بدورها فى تأجيج الاوضاع بمصر فى ضوء تصور أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى قادرون على حشد تأييد شعبى واسع يضطرنا للرجوع عن قرارات 3 يوليو وخارطة الطريق،» مضيفا أنه «يبدو أن الدوحة أدركت فشل هذا المسعى وقررت الحديث عن إنهاء التوتر». وبحسب مصادر القاهرة الرسمية فإن «الأمر كان محل حديث خلال زيارة الرئيس المؤقت عدلى منصور إلى كل من الكويتوالإمارات، التى توقف فيهما أيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للزيارة والمشاورات السياسية». وقال مصدر مواكب لزيارة منصور إن «ما تم الحديث عنه هو رغبة أمير قطر فى أن تبقى الدوحة على علاقات طيبة مع الدول العربية، بما فى ذلك مصر مع استمرار الاختلاف فى وجهات النظر السياسية». وتصر القاهرة فيما نقلته عبر العديد من قنوات الاتصال مع الدوحة التى تبقى مفتوحة رغم التوتر الواضح على أن «هناك استعدادا مبدئيا لطى صفحة الخلاف وتجاوزها بالرغم من وجود أدلة واضحة لدينا على التورط القطرى تم تقديمها إلى أعضاء مجلس التعاون الخليجى فى أكثر من مناسبة»، بسحب مصدر أمنى. ومضى المصدر قائلا: «إن طى صفحة الماضى مع قطر يتوقف على استعداد الدوحة للتعاطى إيجابا مع حزمة مطالب رسمية على رأسها ما تقول عنه الدوائر الحاكمة بأنه وقف التحريض والتهويل عبر قناة الجزيرة التى تعطى للعالم انطباعا خاطئا تماما عن حقيقة الأوضاع فى مصر، وكذلك ووقف الدعمين المادى واللوجيستى لجماعة الإخوان وأنصارها خاصة الملاحقين قضائيا، وقف التحريض الدولى على مصر الذى تمارسه سواء عبر وسائل إعلام غربية تمتلك فيها حصة أو عبر إغراءات اقتصادية تقدمها لعواصم دولية فاعلة فى المنطقة وخارجها لفرض عزلة سياسية دولية على مصر». وتبدى المصادر الرسمية فى القاهرة تشككا فى حقيقة النوايا القطرية لكنها تبقى الباب مفتوحا، فى حين تقول مصادر دبلوماسية عربية إن حالة «العزلة» التى «فرضت خليجيا» على الدوحة دفعت «الأمير الجديد» إلى مراجعة المواقف «خاصة بعد تشجيع أمريكى» فى ضوء ما نقلته الرياض بوضوح لواشنطن فى هذا الصدد، وفى ضوء فشل الدوحة فى استقطاب أى من دوائر الحكم فى الرياض التى تختلف آراؤها حول بعض الأمور، «ولكن ليس من بينها التوجس من الدور القطرى فى المنطقة». وقد استقبل حاكم الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمس، الرئيس عدلى منصور وذلك بموازاة مباحثات أمير قطر مع المسئولين الإماراتيين.