ملثمون أو يرتدون قناع فيندييتا، يقرعون الطبول بحماس، وهم يتجولون بمظاهراتهم بين المبنى الإداري لجامعة الأزهر، وكلية التجارة والمدرج المركزي. إنهم المئات من طلاب جامعة الأزهر الذين يتظاهرون يوميًا منذ بداية الدراسة بالجامعة، مطلع الأسبوع الجاري، للمطالبة ب«إسقاط حكم العسكر»، وعزل شيخ الأزهر، والإفراج عن طلاب الجامعة المعتقلين، إضافة إلى القصاص للطلاب الذين قتلوا خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. تجوب المظاهرة أروقة الجامعة بهتافات و«لن تخضع أمة قائدها محمد»، إضافة إلي هتافات «الحكاية مش إخوان.. الحكاية شعب اتهان»، و«طلاب الأزهر قالوها قوية مش ناسيين رابعة العدوية». وتحمل هتافات الطلاب المتظاهرين قدراً كبيراً من العدائية والبذاءة تجاه كل ما هو غير مؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، بداية من هتاف «خافي منا يا حكومة»، إلى هتاف «يا مفتي يا ابن... الثورة جوة القلب»، « شيل العمة شيل الطاقية انت عار على المسئولية» في إشارة إلي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي يطلق عليه الطلاب المتظاهرون «بابا الأزهر». مطالبهم من المظاهرات حددها الطالب بالفرقة الثانية في كلية الزراعة، والذي رفض نشر اسمه خوفاً من الملاحقات الأمنية في إسقاط النظام العسكري، وإسقاط شيخ الأزهر الذي بات الطلاب المتظاهرون يلقبونه ب«بابا الأزهر» ويرون أنه تحالف مع السيسي الخائن للشرعية، والحرية للطلبة المعتقلين، والقصاص من طلاب الجامعة الذين قُتلوا خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما تلاهما من أحداث عنف. بينما يبادر الطلاب برسم شعاراتهم على جدران الجامعة بحماسٍ بالغ، انتقلت النبرة العدائية في الهتافات إلي اعتداءات حقيقة على مراسلين بعض الصحف والفضائيات من بينهم أحمد عادل الفقي مصور قناة MBC مصر، وكاتبة هذه السطور، كما حدث صباح الثلاثاء. أحاطت بي مجموعة من المشاركات في المظاهرة، يضعن شارات رابعة الصفراء، ودبوس «ضد الانقلاب». طلبن الهاتف المحمول لمسح الصور، وهددوا بانتزاعه بالقوة. «انتى لو بتشتغلى في جريدة محترمة ما كناش عملنا معاكي كدا، إنما انتى بتشتغلى فى جريدة كذابة. امسحي الصور بدل ما ناخد من الموبايل، لو ما مسحتيش الصور الشباب هما اللى هيتصرفوا معاكي». قالتها إحدى الفتيات، وهي تشير إلى مجموعة من الطلبة يقفون خلف دائرة البنات المحيطة بي، وهي تمسح الصور من المحمول، واحدة تلو الأخرى. «ما تنسيش لما تمشي نلاقي خبر منشور الاعتداء على مراسلة الشروق كويس اننا سايبينك تخرجى بموبايلك سليمة... لو عايزة تشوفى الاعتداء اللي بجد ممكن نوريهولك». غادرت المكان وأحد هتافاتهم يتكرر في أذني: بنات الأزهر دول رجالة، وقررت أن أسجل مزيدا من شعاراتهم، وهتافاتهم. واحد عجوز وبيخرف والتاني خاين وعميل. شيل العمة شيل الطاقية، انت عار على المسئولية. لن تخضع أمة قائدها محمد. طلاب الأزهر قالوها قوية، مش هنسيبب رباعة العدوية. يا مفتي يا ابن ...، الثورة جوة القلب. رئيسنا مرسي وهنرجعوه. الحكاية مش إخوان الحكاية شعب اتهان. اقتل واحد ييجي مليون، حكم العسكر مش هيدوم.