انتقدت صحيفة لوموند الفرنسية، اعتداء مجموعة من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي، على الكاتب الصحفي علاء الأسواني في محاضرة له بفرنسا. وقالت الصحيفة، إن الخلافات السياسية الدائرة على ضفاف تهر النيل عبرت المتوسط وانتقلت إلى ضفاف نهر السين وإلى معهد العالم العربي الذي كان يستضيف ندوة لعلاء الأسواني، ووصفت لوموند ما حدث وقالت إنه ما إن بدأت الندوة حتى وقف عشرات الأشخاص يهتفون "الخائن" و"القاتل" و"يسقط حكم العسكر". وأضافت: "عندما عجز أفراد الأمن في القاعة عن السيطرة على الموقف طلبوا من الأسواني المغادرة على الفور". ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في المعهد، قوله: "إن لم نقم بإخراج الأسواني لربما تعرض للضرب. عندما جاء الرئيس التونسي منصف المرزوقي المتحالف مع حركة النهضة الاسلامية، تظاهر ضده معارضوه ولكن دون عنف. أما ما فعله المصريون من نقل لصراعاتهم إلى هنا فهو أمر حزين حقا". وتعود الصحيفة إلى انتخاب محمد مرسي، وتقول إن الأسواني الذي يعد أحد أعمدة ميدان التحرير، هذا الميدان الذي يرمز إلى الثورة في مصر ، كان ممن رحبوا بانتخاب محمد مرسي ووصفوا انتخابه بأنه "انتصار للثورة، غير أنه سرعان ما تحول إلى المعارضة، خاصة بعد الإعلان الدستوري، الذي منح مرسي فيه لنفسه سلطات مطلقة في نوفمبر 2012." الأسواني ورابعة وتضيف لوموند: "رغم قتل قوات الأمن المصرية لنحو ألف من أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية يوم 14 من أغسطس، إلا أن ذلك لم يغير من موقف الأسواني في شيء، مؤكدة أنه لا يتردد ، شأنه شأن النظام الجديد في مصر، من استخدام وصف "الإرهابيين"، عند الحديث عن الإخوان المسلمين مما يعطي الانطباع أنه يضفي شرعية على حملة القمع التي تتعرض لها الجماعة، "فالقيادات رهن الاعتقال ووسائل إعلامها مصادرة وقرار حلها صدر مؤخرا". وتقول لوموند: كان واضحا أن المتظاهرين من أنصار محمد مرسي في معهد العالم العربي أعدوا جيدا ما قاموا به. فالكثير منهم ارتدى أسفل معطفه القميص الأصفر الذي يحمل علامة يد مفرودة بينما الإبهام مطوي في إشارة إلى رابعة التي هي في اللغة العربية تعنى الرقم أربعة. وتنقل الصحيفة ما كتبه جيل جوتيه مترجم أعمال الأسواني والذي كان من المفترض أن يدير الندوة، على صفحته على الفيسبوك منتقدا ما حدث. وتقول الصحيفة "إن كلمات جوتيه" جاءت شديدة الحدة، حينما قال: "لسنا هنا بإزاء أناس يدافعون عن الديمقراطية ولكننا بإزاء مجموعة لا تعرف إلا القوة البدنية كوسيلة للتعبير عن نفسها تماما كما كان الحال في إيطاليا في العشرينيات وفي ألمانيا في الثلاثينيات". أما جاك لانج رئيس معهد العالم العربي فأدان ما حدث على حسابه على تويتر – كما تقول الصحيفة- واصفا إياه "بالاعتداء غير المقبول على حرية التعبير". وتنهي لوموند موضوعها برصد الخسائر التي قالت عنها "إنها ضئيلة للغاية لم تتعد كسر لوح زجاجي، وقد تقدمت إدارة المعهد بشكوى إلى السلطات الفرنسية.