رغم اختتام فعاليات مهرجان «طنجة» للفيلم القصير المتوسطي فعالياته والتي استمرت في الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر الجاري، إلا أن فعاليات المهرجان لا تزال حاضرة وبقوة. فالفيلم المغربي «لا هنا لا لهية» - فيلم الافتتاح- بطولة الممثل الراحل حميدو بن مسعود والذي عرض في المهرجان عام 2004 في دورته الثانية وفاز عنه حميدو بجائزة أحسن ممثل، لا يزال يحظى بصدى كبير. ولم يعلن المهرجان عن أي تيمة محددة قد تجمع بين الأفلام المشاركة في مسابقته الدولية والبالغ عددها 46 فيلما مقدمة من ثمانية عشر دولة، إلا أن المشاهد يستطيع بسهولة أن يدرك أن الأفلام هذا العام تميزت بشيئين: الأول: التركيز على مشاكل الفرد الانسانية وعلاقته بالآخرين سواء كانوا أما أو حبيبة أو ابنا والثاني : إبراز الأطفال كأبطال وتقديمهم مشاكلهم بشكل جاد وعميق. ومن أبرز الأمثلة على النوع الأول : الفيلم القبرصي «آنا» للمخرج سبيروس تشارالمبوس عن ماري الفليبينية التي تعمل في خدمة عجوز قبرصي، ومن شدة ما يمضي العجوز في مشاهدة مسلسل آنا أصبح يعاني هوساً بالممثلة، وتساعده ماري ليصبح أكثر سعادة في أيامه الأخيرة. ومن قبرص لإسبانيا تقدم المخرجة بياترو فاليس فيلمها «علاج» والذي تدور أحداثه حول إيميليا وهي امرأة عجوز تقضي أيامها في عزلة شديدة لكن كل شيء يتغير في حياتها عندما يظهر الشاب ميغيل أخصائي العلاج الطبيعي. وعن واقع المرأة المُستغلة دائماَ تقدم المخرجة جولتين تارانك فيلمها «إجماع» حول مجموعة نساء في ورشة لصنع الملابس الداخلية تعاني الاستغلال والتحرش الجنسي من صاحب العمل الرأسمالي ، وتنهي المخرجة فيلمها نهاية سعيدة بأن تقرر العاملات تكبيد مدير الورشة المستغل خسائر فادحة. ومن تركيا أيضا يأتي فيلم «أغاني الوداع» للمخرجة لبيك كينت والذي تدور أحداثه حول نوري عارف الكمان الذي يقوم بعمله فقط في الجنائز التي يخرج منها دون تطفل بعد أن يؤدي عمله لكن حياته تتغير بعد أن يلتقي بعزت، إنه فيلم عن الموت لكن قادر أن يزيد من رغبتك في الحياة. أما العنصر الثاني في القواسم المشتركة بين الأفلام وهو الأطفال الذين تميزوا بشدة هذا العام سواء على مستوى السيناريوهات المكتوبة عن مشاكل تخصهم، أو على مستوى التمثيل. من بين هذه الأفلام جاء الفيلم التونسي «يد اللوح» للمخرجة كوثر بن هنية والذي يحكي عن الطفلة أميرة التي لا تحب الذهاب إلى المدرسة فتقوم بلصق يدها في الكرسي وتدور مغامرات كوميدية مثيرة حتى تنتهى الأزمة. وكان ثاني الأفلام التي تناولت حياة الأفلام أيضا فكان «آسيا» للمخرجة التركية ميزكين موجدي أرسلان عن آسيا التي تم حرمانها من حقها الطبيعي في الذهاب للمدرسة ككل الأطفال حتى ترعى أخوتها الصغار ، حتى يوما تجد فيه بلورة زجاجية ملقاة على الأرض ويستكمل المشاهد الفيلم من خلال وجهة نظر آسيا من البلورة، وكيف ترى العالم. ومن مشاكل أطفال تركيا لمشاكل أطفال إيطاليا حيث نرى المخرج باولو ساسانيلي يقدم في فيلمه «حب» حكاية الطفلة روزي التي تحاول أن تبدو أكبر سنا مما يجعلها ترتدي ملابس لا تناسبها كفلة وتضع الماكياج ، وفي لحظة تقرر أن تضع حداً لطفولتها فتضر بنفسها للأبد. ومن إيطاليا أيضا يناقش فيلم «ماتيلدا» للمخرج فيتو بالميري مشاكل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتدور أحداثه حول الطفلة ماتيلدا التي تعاني من مشاكل في السمع ولكنها تستطيع أن تستخدم ذكائها لحل ما يؤرقها في المدرسة.