سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زويل ل«ساسة مصر»: ابعدوا التعليم والعلوم عن النزاعات السياسية العالم الفائز بنوبل يؤكد: مازلت متفائل بشأن مصر.. وواشنطن يجب أن تفكر فى المساعدات بطرق جديدة
دعا الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل فى العلوم، الساسة المصريين أيا كانت اتجاهاتهم السياسية، إلى ابعاد التعليم والعلوم عن النزاعات السياسية، كما دعا الدول الكبرى، مثل الولاياتالمتحدة، إلى دعم تنمية رأس المال البشرى فى مصر، مشيرا إلى أن مساعدات أمريكا إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان بعد الحرب العالمية الثانية، مكنتهم من تحقيق انتعاش اقتصادى. وقال زويل فى مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس، إن «مصر ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، ولكن معظم النقاش حول المساعدات السنوية للقاهرة تمحور حول النفوذ السياسى»، مضيفا: «واشنطن يجب أن تفكر فى تلك المساعدات بطريق جديدة». وأكد زويل أن تطلعات الشباب، التى اشعلت ثورة يناير 2011، ضاعت وسط المكائد القاتلة بين العلمانيين والإسلاميين»، مضيفا أن «ثورة يناير كانت تهدف بالأساس إلى التغيير الاجتماعى والاقتصادى، والفرص التعليمية التى تؤدى إلى خلق وظائف جيدة وحياة كريمة»، مؤكدا أن «مصر بحاجة لثورة علمية». وتابع زويل: «نشأت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان عهده يشوبه نقصا فى الديمقراطية، ولكن ليس فى التفاؤل، إذ احتلت مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا سلم الأولويات فى الجامعات المصرية، وجذبت أفضل العلماء والطلاب فى العالم العربى. ونفذ المهندسون المصريون المهرة مشاريع بنية تحتية ضخمة، مثل السد العالى ومفاعل انشاص النووى، كما أنى نشرت دراسات فى مجلات علمية دولية وأنا مدرس فى جامعة الاسكندرية». واستطرد: «فى ال30 سنة الماضية، منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، تدهورت البلاد، ولم تعد المدارس ومشاريع البنية التحتية فى صدارة اهتمامات الدولة، بل صعدت مجالات الاعلام والأمن والمنتجعات الضخمة لتحل محلها، حتى مع زيادة المطالب التعليمية نتيجة للزيادة السكانية». وأشار زويل إلى أن «الانتاج العلمى فى دول الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، متواضع فى أفضل الأحوال»، وانتقل زويل للحديث عن مشروع مدينة زويل للعلوم وكيف احيته حكومة عصام شرف بعد أن ظل يطالب به لسنوات فى عهد مبارك، مؤكدا أن «قادة مصر منذ الانتفاضة الأخيرة فى يونيو، واصلوا تقديم الدعم مدينة زويل». وختم زويل مقاله قائلا: «مازلت متفائلا بشأن مصر، التى لن يرضى أهلها باستمرار الوضع القائم منذ نصف قرن، ولكن السؤال الذى عجزت عن الاجابة عليه كعالم: ما الذى سيحل محله؟»، مضيفا: «المصريون معروفون بصبرهم، لكن هذا الصبر ينفد ومطالبهم وتطلعاتهم لم تلب، ويجب على أى مجموعة تريد أن تمثل آمال الشعب أن تمنح التحصيل العلمى والنمو الاقتصادى أولوية قصوى».