أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي مريام ديسالين، عمق العلاقات بين بلاده ومصر، موضحًا أن: "نهر النيل ليس القضية الوحيدة التي يتعين أن نتعاون بشأنها، ولكن هناك قضايا أكبر يتعين التعاون بشأنها". وقال ديسالين، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الجمعة: "إن هناك أشياء كثيرة مشتركة بين إثيوبيا ومصر، مهما كان نوع الحكومة التي تتولى الحكم، فهناك تاريخ مشترك وهذا مستقبلنا وقدرنا، ولذلك يتعين أن نكون حريصين للغاية عند التعامل فيما يتعلق بالتعاون بين مصر وإثيوبيا". وتابع ديسالين: "إن ما نعرفه هو أن هناك بعض وجهات النظر- أحيانا وجهات نظر حكومية وأحيانا وجهات نظر أفراد - ترى أن إثيوبيا هي العدو الأول لمصر وتسعى لزعزعة الاستقرار في مصر عن طريق تهديد أمنها المائي، ولكننا نشعر بأن هذا خطأ وأن هذا تفكير خاطئ، وهذا ليس هو التفكير الذي يساعد على التعاون بين البلدين أو بين الإخوة والأخوات". وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: "إننا نقول إنه يمكننا أن ننمو معا، ويمكننا أن نزدهر معا، فالموارد المشتركة يتعين استخدامها بطريقة لا تضر بأي أحد إذا كان ذلك ممكنا من الناحية الفنية ومن الناحية السياسية، وإن ما نعتقده هو أنه يجب أن يكون هناك التزام بذلك، ولكننا لا نعرف ما ستقوله الحكومة في مصر فيما يتعلق بهذا الشأن، ونحن ننتظر لنرى موقفها". وحول بناء سد النهضة الإثيوبي، قال ديسالين: "يتعين على المصريين ألا يقلقوا من بناء هذا السد، وألا يشعروا بأن إثيوبيا ستلحق الضرر بهم لأن هذا شعور زائف". وأضاف: "ما نعرفه هو أن إثيوبيا تسهم بنسبة كبيرة في مياه النيل، وأن أبناء شعبنا ينتشرون على هذا الجزء من حوض النيل ومن حقنا استخدامه في إطعام شعبنا، ولذلك فإن كلا منا يشعر بالقلق على الجانبين، وهذا يتطلب منا أن نتفاوض بشأن القضايا التي تهمنا، ولذلك دعونا لجنة خبراء دولية لتحقيق التفاهم والثقة بين بلدينا، وهذه اللجنة تضم خبراء من إثيوبيا والسودان ومصر، ونحن نعتمد على نتائج عمل هذه اللجنة دون غيرها، وهذا هو ما يجعلنا نتوقع أن تسهم مصر والسودان في بناء سد النهضة لأنه بمثابة ملكية مشتركة وأنه مورد يتعين أن نستخدمه معا، ولهذا نعتقد أن هذا السد يجب إنشاؤه، وإنني أؤكد لأى أحد أن البناء سيستمر، وإن الحكومة الإثيوبية ملتزمة باستكمال بناء السد من أجل استفادة دول النهر منه، بما فيها مصر والسودان".