وسط ظروف أمنية صعبة بدأ مهرجان بيروت الدولى للسينما دورته ال13 بفيلم التشويق الفضائى «جاذبية» للمخرج المكسيكى الفونسو كوارون، من بطولة جورج كلونى وساندرا بولوك، بينما يعرض فى حفل الختام فيلم «المهاجرة» The Immigrant للمخرج الأمريكى جيمس جراى، بطولة ماريون كوتيّار وجواكين فينيكس، والذى يتناول معاناة المهاجرين البولنديين إلى الولاياتالمتحدة. وأوضحت مديرة المهرجان كوليت نوفل أنه رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرّة فى لبنان فإن برنامج المهرجان يضم، 77 فيلما فى 8 أقسام وهناك مسابقتان، إحداهما للأفلام الشرق أوسطية القصيرة والثانية للأفلام الوثائقية. أما الفئات الست الأخرى فهى «البانوراما الدولية»، و«ركن الأفلام اللبنانية»، وأفلام حقوق الإنسان و«أفلام المطبخ» و«أفلام الأطفال»، إضافة إلى قسم استعادى لأفلام المخرج الروسى ألكسندر سوكورو فبينما تغيب هذه السنة مسابقة الأفلام الروائية. وتشارك 5 أفلام مصرية فى المهرجان، منها 4 فى مسابقة الأفلام القصيرة، وهى «3 شمعات» للمخرج أحمد فؤاد، وتدور أحداث العمل فى ليلة واحدة لحياة 3 أطفال أشقاء أيتام يعيشون فى منطقة نائية، ويتولى الأخ الأكبر رعاية أشقائه. و«سيدهم» للمخرج مينا نبيل، و«دايرة» لكمال الملاخ، وتدور أحداثه حول علاقة فاترة بين أب وابنه دامت لسنوات طويلة وفى اليوم الذى يقرران فيه وضع الأمور فى نصابها الصحيح، وتقرّب أحدهما من الآخر، سرعان ما يدركان أن الأوان قد فات، وفيلم «سحر الفراشة» للمخرج رومانى سعد والذى يناقش قضية التحرش الجنسى، حيث يسرد حياة فتاة تعرضت للتحرش الجنسى وأيضا بالموازاة مع حياة الشخص الذى تحرش بها، فى محاولة لطرح أسئلة تلقى الضوء على ظاهرة التحرش الجنسى فى المجتمع المصرى رغم تدينه الظاهرى. بينما يشارك الفيلم الخامس وCrop للألمانية يوهانا دومكى والمصرى مروان عمارة فى مسابقة الافلام الوثائقية، بينما يعرض فى إطار الأفلام التى تتناول حقوق الإنسان فيلم «نساء الشمس» للمخرجتين المصريتين جيهان نجيم ومنى الضعيف، ويتناول قصة واقعية، وهى امرأة بدوية تعيش مع بناتها فى إحدى القرى الصحراوية الأكثر فقرا فى الأردن، على الحدود مع العراق، نجحت فى الحصول على شهادة فى هندسة الطاقة الشمسية من جامعة هندية، رغم ما تعرضت له من ضغوط عائلية واجتماعية. وقد فاز الفيلم بجوائز فى عدد من مهرجانات الأفلام الوثائقية أو تلك المختصة بأفلام حقوق الإنسان. بينما يعرض فى المهرجان 21 فيلما لمخرجين لبنانيين، معظمها أفلام قصيرة لطلاب أو متخرجين حديثا. ومن الأعمال التى يتضمنها برنامج «البانوراما الدولية» فيلم «غريب البحيرة» L'Inconnu du Lac الذى عرض ضمن فئة «نظرة ما» فى مهرجان «كانّ»، وفيلم Miele، الذى تتناول فيه الممثلة الإيطالية فاليريا جولينو، فى أول تجربة إخراجية لها، مسألة «الموت الرحيم»، وقد عرض ضمن برنامج «نظرة ما» فى مهرجان «كان» أيضا، وحصل على تنويه خاص. ويقترب روبرت ردفورد من الموت فى «كل شىء ضاع» All is Lost، حيث يكافح المحيط وحيدا فى هذا الفيلم الأول للمخرج جى سى تشاندور، ويعرض فيلم قصير للبنانى مروان قسيس، بعنوان «فى خبر كان». وتبلغ مدة الفيلم خمس دقائق. ويقدم المخرج الإيرانى محسن مخملباف فيلما من إنتاج كورى جنوبى، ومع ممثلين كوريين جنوبيين، هو «الابتسامة المستمرة» Ongoing Smile، عن مؤسس مهرجان «بوسان» الكورى الجنوبى، والذى قرر الاستمرار فى العيش كشاب مفعم بالنشاط والحيوية حتى آخر يوم من حياته، رغم تقدمه فى السن. أما مواطنه جعفر بناهى، فسيتعرف الجمهور اللبنانى إلى فيلمه الجديد «بردة» أو «ستائر مغلقة»، الذى نال جائزة «الدب الفضى» لأفضل سيناريو فى مهرجان برلين. وهذا الفيلم صور بالسر فى إيران، وسُحبت جوازات سفر بطليه لدى عودتهما إلى طهران بعد المشاركة فى مهرجان برلين، وهو يعتبر استكمالا لفيلمه السابق «هذا ليس فيلما» الذى صور سرا أيضا. وفى «البانوراما» كذلك مجموعة من الأفلام ذات الطابع السياسى، بينها «بيكاس» Bekas، وهو العمل الأول للمخرج الكردى كارزان قادر. ويروى الفيلم قصة طفلين يتيمين قتل أهلهما على يد نظام صدام حسين، ويسعيان لتغيير ظروف حياتهما ويحلمان بأن يأتى سوبرمان أمريكى لإنقاذهما، لكنهما يتحولان بنفسيهما إلى بطلين ينتصران على واقعهما المأسوى. وفيما تدور أحداث «هدوء البحر» Calm at Sea للمخرج الألمانى فولكر شلوندورف، فى زمن الحرب العالمية الثانية والاحتلال الألمانى لفرنسا، يتناول Wakolda للمخرجة لوتشيا بوينزو، ابنة المخرج الأرجنتينى لويس بوينزو، مسألة لجوء الكثير من النازيين إلى الأرجنتين، واستضافة عائلات أرجنتينية لهم.