أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مقتل 39 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 150 آخرين في الهجوم الذي شنه مسلحون على مركز للتسوق في العاصمة نيروبي. وقال كينياتا إن بعضا من أقاربه سقطوا قتلى في الهجوم الذي أعلنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عنه. وأضاف الرئيس الكيني في خطاب متلفز بثه التلفزيون الرسمي أن العملية الأمنية لا تزال مستمرة للقبض على المسلحين وتأمين المركز التجاري. ويتردد على مركز "ويستغيت" التجاري الكثير من المغتربين والأثرياء في كينيا، إضافة إلى دبلوماسيين أجانب. وتفيد تقارير بوقوع تبادل إطلاق نيران بين الحين والآخر بين قوات الأمن والمسلحين داخل المركز التجاري حيث لا يزال بعض المدنيين بداخله. وكانت حركة الشباب الصومالية قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم قائلة إنه جاء ردا على الوجود الكيني في الصومال. وهددت حركة الشباب في وقت سابق بشن هجمات ضد كينيا التي أرسلت نحو 4 آلاف جندي للمشاركة ضمن القوات الأفريقية لدعم الحكومة الصومالية. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية فرانك غاردنر نقلا عن مسؤول كيني رفيع إن المسلحين جاءوا من خارج البلاد وتضم المجموعة التي هاجمت المركز التجاري امرأة يعتقد أنها ذات دور قيادي. تخويف الكينيين وقال الرئيس كينياتا في كلمته للشعب الكيني عبر التلفزيون إن " مرتكبي هذا العمل الجبان كانوا يأملون بتخويف الكينيين وتقسيمهم وإشاعة الكآبة بينهم". وتعهد بالقضاء على منفذي الهجوم قائلا " لقد تغلبنا على هجمات الإرهابيين من قبل وسوف نهزمهم مجددا ". وأوضح كينياتا أنه فقد أفرادا من عائلته في الهجوم. قنابل يدوية وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مسؤول أمني أن قوات الأمن نجحت في حصار المهاجمين في أحد أركان المركز التجاري بعد ساعات من الاشتباكات. واعتقلت قوات الأمن أحد المسلحين ولكنه توفي متأثرا بجراحه التي أصيب بها في مواجهات مع الأمن. وكان المهاجمون اقتحموا المركز التجاري في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش " 12 ظهرا بتوقيت نيروبي" مستخدمين قنابل يدوية بحسب شهود عيان. وشوهد المتسوقون وهم يندفعون خارج المول مذعورين وستة من بينهم على الأقل ملابسهم ملطخة بينما كان يحمل الكثيرون أطفالا. ووصلت قوات الشرطة بعد نصف ساعة من اقتحام خمسة مسلحين للمبنى بحسب تقارير. وقال شهود هربوا من داخل المركز التجاري إن المسلحين طلبوا من " المسلمين مغادرة المكان أما غير المسلمين فكانوا هدفا للمهاجمين ". قتلى أجانب في هذه الأثناء، أعلنت الرئاسة الفرنسية مساء السبت مقتل فرنسيتين في الهجوم الذي وصف الرئيس فرنسوا هولاند ب" الاعتداء الجبان ". وقال بيان للاليزيه إن الرئيس هولاند " يدين بشدة هذا الاعتداء الجبان ويشاطر أفراد عائلتي القتيلتين آلامهم ويعبر عن تضامنه الكامل مع السلطات الكينية". وقد ندد البيت الأبيض أيضا بالهجوم وتعهد بمساعدة كينيا في جهودها لمكافحة الإرهاب. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن لديها تقارير عن إصابة مواطنين أمريكيين في الهجوم. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن مواطنين بريطانيين " من دون شك بين ضحايا الهجوم الدامي". وأوضح هيغ أن الحكومة البريطانية عقدت اجتماع للجنة الطوارئ الأمنية المعنية بحوادث الأمن القومي (كوبرا) لبحث الهجوم. ويعد هذا الهجوم الأسوأ التي تشهده كينيا منذ الهجوم على السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998.