يثير طلب الرئيس السوداني عمر البشير، الملاحق من قبل القضاء الدولي، تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، جدلا متزايدا ويتسبب بإحراج للمنظمة الدولية وواشنطن. وأعلن متحدث باسم الأممالمتحدة، أمس الثلاثاء، أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يرغب في أن يتعاون البشير مع المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بحقه مذكرات توقيف بتهمة ارتكاب جرائم إبادة في إقليم دارفور. وتسبب البشير، بإحراج للحكومة الأمريكيةوالأممالمتحدة بطلبه الدخول إلى الولاياتالمتحدة لحضور الجمعية العامة السنوية التي تنعقد الأسبوع المقبل. وتعارض الولاياتالمتحدة، حضور البشير، لكنها امتنعت عن القول ما إذا كانت ستمنحه تأشيرة دخول أم لا. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، مارتن نسيركي: "بالدرجة الأولى يعود إلى الولاياتالمتحدة اتخاذ القرار بشأن مسألة التأشيرة طبقا للقوانين الدولية المرعية". وأضاف، "الرئيس البشير يخضع لمذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. وبالتالي فإن الأمين العام سيحثه على التعاون بشكل كامل مع المحكمة". وموقف الولاياتالمتحدة كان مماثلا، حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامانتا باور، أول أمس الاثنين: "مثل هذه الرحلة ستكون مؤسفة وغير مناسبة على الإطلاق". وأضاف، "سيكون من الأنسب له أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية والتوجه إلى لاهاي". وألقى فيليب بولوبيون، من منظمة هيومن رايتس ووتش، الضوء على هذا الإحراج بقوله: "آخر شيء تحتاجه الأممالمتحدة هذه الأيام هو زيارة مفاجئة من قبل رئيس دولة هارب من المحكمة الجنائية الدولية ويمنع عليه الدخول إلى أقسام كبرى من العالم". وأضاف، "الدول الأعضاء في الأممالمتحدة يجب أن توضح له بأوضح التعابير أنه غير مرحب به في المنظمة الدولية". وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات توقيف بحق البشير عامي 2009 و2010، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة في النزاع بدارفور غربي السودان. وتقدر الأممالمتحدة، عدد قتلى الحرب في دارفور ب300 ألف شخص، ويعيش 1.4 مليون شخص في مخيمات لجوء ونزوح منذ بدء الحرب في هذه المنطقة. والدول الموقعة على المحكمة الجنائية الدولية عليها واجب اعتقال البشير، لكن الرئيس السوداني قام بعدة زيارات إلى دول إفريقية، إلا أن السعودية رفضت في أغسطس الماضي، السماح له باستخدام مجالها الجوي للوصول إلى إيران واضطر للعودة إلى الخرطوم. والولاياتالمتحدة، ليست موقعة على المحكمة لكنها مؤيدة لها.