جاء إعلان مهرجان مراكش الدولى للفيلم عن اختيار المخرج الأمريكى الشهير، مارتن سكورسيزى لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة فى دورته ال13 التى تنطلق نهاية نوفمبر المقبل، ليكون بمثابة مفاجأة كبرى للمعنيين بالسينما، خاصة أن سكورسيزى يعد حاليا أحد أهم مخرجى العالم. سكورسيزى منح مهرجان مراكش قيمة كبرى فى المنطقة العربية والعالم فى وقت تتراجع فيه أهمية التظاهرات السينمائية بمصر، بل ووصل الأمر حد تأجيل وإلغاء أغلبها وبينها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ما سحب البساط السينمائى تماما من القاهرة. وربما كان لحسن الحظ تأجيل الدورة المقبلة لمهرجان القاهر السينمائى الدولى، حتى لا يدخل فى مقارنة ظالمة مع المهرجان المغربى، الذى يقام فى موعد متقارب معه، حيث يسعى الأخير إلى أن يتحول إلى تظاهرة سينمائية كبرى بالمنطقة العربية. وهذه ليست المرة الاولى التى يحط فيها سكوسيزى الرحال فى مهرجان مراكش، حيث جرى تكريمه بالمهرجان عام 2005، وفى العام 2007 كرر الزيارة بصحبة النجم ليوناردو دى كابريو، لعرض فيلمه «الطيار»، وها هو يعود مرة ثالثة رئيسا للجنة تحكيم المهرجان. وحط المخرج العالمى كذلك الرحال فى المغرب لتصوير اثنين من أنجح أفلامه وهما «الإغراء الأخير للمسيح» (1988) و«كوندون» (1995) وصورهما باستديوهات «الأطلس» بورزازات. ومارتن سكورسيزى، المولود في1942 بنيويورك، من أصل إيطالى، حاصل على جائزة أفضل مخرج فى مهرجان الأوسكار عن فيلم «المغادرون»، وقد ترشح لهذه الجائزة خمس مرات من قبل. وتعاون مع الممثل روبيرت دى نيرو بعدة أفلام منها «سائق التاكسى»، الذى فاز به مارتن سكورسيزى بجائزة سعفة كان الذهبية فى مهرجان كان السينمائى عام 1976 وفيلم «الثور الهائج»، الذى حصل به الممثل روبرت دى نيرو على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسى. وفى عام 1988 قام بإخراج فيلم «الإغراء الأخير للسيد المسيح» الذى واجه الرفض والانتقاد الحاد من الفاتيكان وصل إلى المطالبة بطرد الفيلم من مهرجان كان 1988، وأيضا تعاون مع الممثل ليوناردو دى كابريو فى ثلاثة أعمال وهى «عصابات نيويورك» عام 2002 وفيلم «الطيار» عام 2004 الذى ترشح به الممثل ليوناردو لجائزة أفضل ممثل رئيسى فى مهرجان الأوسكار. والفيلم الثالث «المغادرون» عام 2006 الذى حصل عنه على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج سينمائى وهى الأولى له بعد عدد من الترشيحات آخرها عن فيلمه الطيار، والذى خسر فيه الجائزة لصالح كلينت إيستوود.