بعد محاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالقرب من منزله، أمس الأول، طرحت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية سؤالا «هل يمثل استهداف موكب وزير الداخلية بداية موجة جديدة من الإرهاب فى مصر؟». وأضافت الصحيفة فى سياق تقرير لها نشرته أمس تحت عنوان «نجاة الوزير الذى ساعد فى التخلص من جماعة الإخوان المسلمين»، أنه بالرغم من عدم تعرض إبراهيم لأى إصابة فى التفجير، الذى لم يتبين طبيعته أو المسئول عنه إلى الآن، فقد تكون للحادث دلالة قوية، خصوصا أنه الأول من نوعه فى القاهرة بعيدا عن سيناء التى تشهد حوادث مماثلة منذ عزل الرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير الذى نجا من الهجوم أسهم فى عزل جماعة الإخوان المسلمين من حكم البلاد خلال فض اعتصامين لأنصار مرسي، وذلك إضافة الى قيادته حملة اعتقالات واسعة ضد قيادات الجماعة. ومضت الصحيفة البريطانية فى القول إن كثيراً من الناشطين المصريين أعربوا عن مخاوفهم من أن تعود مرحلة الإرهاب التى عانتها مصر فى تسعينيات القرن الماضي، لكنها أشارت أيضا إلى أن عمرو دراج أحد قيادات الإخوان المسلمين، والذى كان من القلائل الذين لم يتم اعتقالهم، على حد قول الصحيفة، قد أدان الهجوم. وأبرزت الصحيفة ما تعرضت له فتاة بريطانية من أصل صومالى تدعى ديكا حسن أثناء الحادث، ما أدى إلى بتر ساقها اليسرى حتى الركبة، قائلة «كانت حسن (16 عاماً) تعيش فى برنستون ببريطانيا قبل الانتقال مع ذويها للعيش فى مصر، رغم تخوفها الشديد من الأوضاع الأمنية السيئة هناك». ونقلت الصحيفة عن حسن قولها «كنت أسير مع صديقتى فى نهاية الشارع، حيث سمعنا صوت انفجار قوى، فارتميت على الأرض وبدأ الناس بالصراخ من حولى، وكان الأمر مخيفا للغاية». ومن جهتها قالت مجلة تايم الأمريكية، إن محاولة اغتيال إبراهيم أمر جديد فى الشارع المصري، ولم تكن تشهده البلاد طوال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك برغم القبضة الأمنية لوزارة الداخلية وتحركاتها السلبية للغاية تجاه المواطنين من قمع وتعذيب ورشاوى وغيرها. وتابعت المجلة، أنه مع عدم تحمل أى جهة مسئولية الحادث إلى الآن، فإن جميع الأنظار تتجه إلى جماعة الإخوان وأنصارهم من الإسلاميين، سواء على المستوى الرسمى أو الرأى العام. وأضافت المجلة، أصبحت قوات الأمن تتمتع بدعم شعبى غير مسبوق من الرأى العام المصرى منذ عزل مرسي، وذلك بخلاف موقفها طوال العقود الثلاث الأخيرة، مشيرة إلى نتائج أحد الاستطلاعات التى كشفت عن دعم 67% من المصريين للحملة ضد الإسلاميين فى الأسابيع الأخيرة.