تسببت تلك العشوائية فى إقامة ثلاثة مهرجانات سينمائية فى شهر سبتمبر وحده وهى الاسكندريةوالأقصر للسينما الأوروبية والقاهرة السينمائى أيضا، كما أن الأقصر ستكون على موعدين مع مهرجانين يفصلهما شهر واحد. بداية تقول ماجدة واصف، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، إن اختيار يناير لاقامة المهرجان كان بشكل مؤقت نظرا لتأجيل الثانية من عمر المهرجان لظروف أمنية وسياسية ومالية، ولكنه اصبح موعدا دائما للمهرجان بدلا من سبتمبر الموعد الأساسى له بسبب اختيار الادارة الجديدة لمهرجان القاهرة إقامته فى شهر سبتمبر بدلا من نهاية نوفمبر. وقالت واصف إن اختيار القاهرة السينمائى لتاريخ مطابق لموعد اقامة الاقصر للسينما الاوروبية جرى دون اى تنسيق من الناقد سمير فريد رئيس المهرجان الجديد، أو أى من اعضاء مجلس الادارة، مؤكدة أنها ستضطر الى إقامة المهرجان بانتظام فى شهر يناير لأن مهرجان القاهرة سيقام بداية من العام القادم فى سبتمبر، ولن نستطيع اقامة المهرجانين فى وقت واحد، خاصة أن هذا الشهر يشهد اقامة مهرجان آخر هو الاسكندرية السينمائى وهو ما يعنى أن هناك ثلاثة مهرجانات سينمائية ستقام فى نفس الشهر. وشددت واصف على أنهم لا يريدون افتعال المشاكل مع إدارة القاهرة السينمائى، كما أنها تتفهم وضع ومكانة مهرجان القاهرة لذلك ستستقر على يناير موعدا أساسيا لاقامة المهرجان. وعن اختيار موعد قريب جدا من تاريخ اقامة مهرجان الأقصر للسينما الافريقية قالت واصف إنها لم تختر تأجيل المهرجان من سبتمبر إلى يناير، وإنما الأوضاع الأمنية والمالية هى التى فرضت عليهم ذلك. واشارت الى أنه كان أمرا جيدا أن تشهد الأقصر مهرجانين الأول للسينما الافريقية فى النصف الاول من العام والثانى للسينما الأوروبية فى النصف الثانى من العام، لكنها أيضا ليست أزمة فى اقامة المهرجانين يفصل بينهما شهر واحد، بحسب قولها. وقالت واصف إنها اختارت هذا الموعد بعد أن درست خريطة المهرجانات فى الدول العربية، ورأت ان هذا الموعد هو الأنسب لأن السنة السينمائية تبدأ فى يناير. وأضافت واصف أن سبب عدم اقامة المهرجان فى موعده أن منصب وزير الثقافة كان خاليا لفترة طويلة بعد تغيير الدكتور صابر عرب بالدكتور علاء عبدالعزيز الذى لم يمارس مهام عمله ولا يوم تقريبا، تلا ذلك عدم وجود محافظ بالأقصر بعد اعلان حركة المحافظين الأخيرة فى عهد مرسى، بالاضافة الى عدم الاستقرار الذى تعانى منه الدولة بعد 30 يونيو. فيما يرى سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الافريقية، أنه من الأساس لم يكن مفروضا أن يقام مهرجانان فى محافظة واحدة خاصة أن الدولة تضم 28 محافظة، ونحن اخترنا محافظة الأقصر للمهرجان الافريقى قبل المهرجان الأوروبى. وأكد أنه عندما علم باختيار مدينة الأقصر لاقامة مهرجان السينما الأوروبية طلب من القائمين عليه أن يقيموا المهرجان فى أى محافظة أخرى، وحينها تدخل عماد أبوغازى وزير الثقافة بعد أن عرض عليه الأمر وقرر أن ينتقل المهرجان الأوروبى الى أى محافظة ساحلية على البحر المتوسط أو الأحمر حتى تكون مناسبة لأوروبا، أيضا حتى لا يكون هناك مهرجانان فى محافظة واحدة لم يقم بها مهرجانات فى تاريخها. ولكن الأزمة حدثت بسبب الاستقالة المفاجئة للدكتور عماد أبوغازى اعتراضا على أحداث شارع محمد محمود 2011 قبل أن يصدق على هذا القرار الوزارى. واوضح فؤاد انه لم يستسلم بعد استقالة أبوغازى وحاول مع صناع المهرجان الأوروبى لكنهم تمسكوا باقامة مهرجانهم فى الأقصر ورفضوا التعاون مطلقا. وقال فؤاد إنه بعيدا عن أن المهرجانين اصبح يفصل بينهما شهر ونصف الشهر فقط أرى أن إقامة مهرجانين سينمائيين فى محافظة واحدة بصعيد مصر أمر كوميدى خاصة أن المحافظات الأخرى تخلو من أى فعاليات ثقافية، وهذا يؤكد العشوائية وعدم وجود خريطة حقيقية للمهرجانات سواء من حيث المواعيد أو التوزيع الجغرافى. الناقد طارق الشناوى قال إن الطبيعى أن يحتفظ كل مهرجان بتاريخه وإذا حدثت ظروف استثنائية يتم تأجيل المهرجان للعام القادم وليس تغيير موعد اقامته، فبعد قرار مهرجان القاهرة تغيير تاريخه من نوفمبر الى سبتمبر أصبح فى هذا الشهر ثلاثة مهرجانات سينمائية هى الاسكندريةوالاقصر الاوروبى والقاهرة، وهذا أمر لا يمكن أن يتقبله عقل. أما فيما يتعلق بمحافظة الأقصر فلا ينبغى أن تشهد مدينة واحدة مهرجانين يفصل بينهما شهر واحد، لأن هذا سيحرم المهرجانين من عنصر التشويق الذى يجب أن يتمتع به أى مهرجان، فالجمهور لن يقبل على المهرجان، وكذلك الاعلام لن يحتفى بمهرجانين يقاما فى نفس المدينة فى توقيت متقارب. ووصف الشناوى ما يحدث بالعشوائية واتهم الدولة بأنها مغيبة فى العلاقة بالسينما، وقال إن وزير الثقافة عندما عرض عليه اقامة مهرجان الاسكندرية فى 11 سبتمبر وافق عليه دون أن يتنبه أن موعد الحظر سينتهى 14 سبتمبر، ورغم ذلك لم يتنبه الوزير أن التوقيت لا يصلح سياسيا وأمنيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا. وعن مسئولية المركز القومى للسينما قال الشناوى إن المركز يشبه الصورة الباهتة ويناقض نفسه، فرئيسه قال فى وقت سابق إنه سيقيم كل المهرجانات السينمائية حتى يحارب خفافيش الظلام، والمثير أنه لم يدافع عن فكرته وهو عضو فى مجلس إدارة مهرجان القاهرة؟ وختم الشناوى كلامه بأن المهرجانات المصرية جميعها تحتاج الى إعادة ترتيب وصياغة. من جانبة قال كمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما إن تغيير مواعيد المهرجانات جاء نتيجة للظرف الاستثنائى الذى تمر به مصر وليس قاعدة، حيث تم ترحيل بعض المهرجانات لأسباب أمنية، مؤكدا أنه عندما تستقر الأوضاع ستعود الأمور الى نصابها. وبسؤاله عن رأيه فى تغيير المهرجانات لمواعيد اقامتها دون التنسيق معا أو حتى مع المركز القومى للسينما الذى يفترض أن يكون المنظم للمهرجانات، قال عبدالعزيز إن الظروف الخاصة التى تمر بها البلاد تجبرنا على التصرف بشكل مرن حتى ينتهى هذا الظرف الاستثنائى، ثم نعود مره أخرى للالتزام بالقواعد. وكشف عبدالعزيز أنه لا توجد قاعدة تقول إن مهرجان القاهره سيقام فى سبتمبر القادم متسائلا: هل يوجد بيننا من يتوقع شكل البلاد فى سبتمبر القادم؟ ورفض عبدالعزيز وصف ما يحدث بالامر العشوائى وتمسك بتسميته بالظرف الاستثنائى.