توافد مئات الفلسطينيين والإسرائيليين والزوار الأجانب على مدينة بيت لاهيا بالضفة الغربية، الجمعة الماضية، لحضور مهرجان دولي للسلام. وطاف المشاركون في المهرجان في مسيرة ضخمة بشوارع المدينة، حاملين أعلاما ملونة، وتتوسطهم دمى عملاقة ألبست الزي التقليدي الفلسطيني. نُظّم المهرجان بدعم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وشارك فيه مندوبون ورؤساء بلديات مدن في فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية وجمهورية التشيك. وذكر نائل سلمان رئيس بلدية بيت جالا أن المهرجان يهدف إلى دعم موقف الفلسطينيين في محادثات السلام التي تجري حاليا. وقال "طبعا هو مهرجان بيت جالا الدولي للسلام الهدف منه حث المجتمع الدولي ودعوة المجتمع الدولي وكافة الحكومات ودول العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من أجل نيل حقوقه العادلة والمشروعة بحقه بتقرير المصير وحصوله على دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف". واستؤنفت محادثات السلام في يوليو، بعد أن توقفت قرابة ثلاث سنوات بسبب إصرار إسرائيل على التوسع الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وشارك في المهرجان عوفر برونشتاين رئيس المنتدى الدولي للسلام، الذي ذكر أن الجيل الجديد الفلسطيني والإسرائيلي أكثر استعدادا لدعم السلام. وقال "هذا مثال على أن الشعب الفلسطيني يريد السلام، ومثال على أن الجيل الفلسطيني الشاب يريد السلام، حتى إن لم يكن الساسة يشجعون دائما على المضي قدما فعليكم أنتم جيل الشباب.. أهالي بيت جالا وبيت لحم ورام الله وتل أبيب والقدس أن تدفعوا الزعماء إلى السير في الاتجاه الصحيح. أنا متفائل جدا. مفاوضات السلام بدأت قبل بضعة أسابيع والدكتور صائب عريقات والوزيرة تسيبي ليفني يلتقيان كثيرا". وقالت فلسطينية تدعى جسيكا مسلم، إنها شاركت في المهرجان الدولي للسلام سعيا إلى زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية. وأضافت جسيكا التي تعيش في بيت جالا "طبعا مهرجان السلام يعني كثيرا لإحنا أهل بيت جالا وكفلسطينيين بيجمعنا من أول وجديد، وأن نعاود نرجع نذكر بقضيتنا وأن نحن موجودين". ويتهم الفلسطينيون إسرائيل منذ وقت طويل بأنها غير جادة في السلام في ضوء توسيع نطاق المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية التي تعتبرها معظم الدول غير قانونية. وتضم الحكومة الائتلافية اليمينية التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فصائل مؤيدة للاستيطان يعارض أحدها علنا قيام دولة فلسطينية. واستؤنفت المفاوضات بوساطة أمريكية لمحاولة إنهاء الصراع المستمر بين الجانبين منذ ما يزيد على 60 عاما. وتحاول الولاياتالمتحدة أن تتوسط لإبرام اتفاق على أساس الحل القائم على دولتين. لكن العقبات الرئيسية التي تعترض طريق السلام هي قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد ذكر أن الجانبين حددا نطاقا زمنيا نحو تسعة أشهر لمحاولة إبرام اتفاق.