حينما يترقب الجميع الكارثة تتباين ردود الفعل بين مدنيين يحاولون النجاة وعسكريين يستعدون لمواجهة ضربة عسكرية غربية مرتبقة لسوريا أو لنظام الرئيس السورى بشار الأسد. وكشفت وكالة أنباء «رويترز» أن قوات النظام الأسدى أخلت أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن فى وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية تجهزها الولاياتالمتحدة وحلفاء المعارضة السورية ردا على هجوم يشتبه أنه بالأسلحة الكيماوية نفذته قوات النظام على منطقة الغوطة بريف دمشق. ونقلت «رويترز» عن احد المصادر بالمعارضة السورية أن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو فى نقل أسلحة ثقيلة إلى مواقع بديلة. وبدورهم أفاد سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلى الجيش السورى الحر المعارض، أن من بين المبانى التى أخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للأركان فى ساحة الأمويين بوسط العاصمة ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية فى حى كفر سوسة الغربى. وصرح العميد المنشق مصطفى الشيخ للوكالة بأنه بناء على المعلومات التى جمعها الجيش السورى الحر فقد نقلت القيادة العامة للأركان إلى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالى دمشق. وأضاف نشطاء فى شرق دمشق أنه تم إخلاء ثكنات ومجمعات سكنية خاصة بالحرس الجمهورى والفرقة الرابعة قرب ضاحيتى السومرية والمعضمية وأن العسكريين وعائلاتهم نقلوا إلى المدينة. من ناحية أخرى يسابق سكان العاصمة السورية الزمن للاستعداد للتدخل العسكرى الأجنبى المرتقب، فيكدس كثيرون الإمدادات ويتزاحم آخرون للعثور على مأوى بعيدا عن الأهداف العسكرية المحتملة. وتحتل دمشق رأس قائمة الاماكن المرجح ضربها حيث تنتشر فيها عشرات المواقع العسكرية وسط حوالى ثلاثة ملايين من السكان المدنيين الذين لا يعرفون كيف وأين سيختبئون من نير الحرب. وتزاحم سكان العاصمة على محال البقالة يشترون الخبز والأغذية الجافة والمعلبات خشية أن يواجهوا نقصا فى تلك المؤن إذا تعرضت المدينة لهجوم. وكان الإقبال أكبر على البطاريات الجافة والمياه. وفى وسط المناخ المدلهم فى «مدينة الياسمين» يحاول بعض المؤيدين لنظام الأسد، إثارة شعور وطنى حيث يسيرون عربات الدفع الرباعى تجوب أحياء وسط دمشق وتذيع الأغانى الوطنية، ويلون شبان الكتل الخرسانية التى تسد الطرق بألوان العلم السورى. وعلى مشارف دمشق يشعر سكان مناطق مثل الحمة وجمرايا والقادسية بشكل خاص بالتوتر لأنها مواقع لعدد من المنشآت البحثية العسكرية ومخازن السلاح بالإضافة إلى القواعد العسكرية.