تواجه تركيا صعوبات فى تقليص عجز ميزانها التجارى، فى ظل تصاعد الاضطرابات السياسية مع مصر، مما يساهم فى خلق صعوبات أمام التجار الأتراك للعبور إلى أسواق الشرق الأوسط، التى تستحوذ على نحو خمس الصادرات التركية. وقد انخفضت صادرات تركيا عبر ميناء دمياط الموجهة إلى مصر وإلى الخليج العربى بنحو 30% عقب عزل القوات المسلحة للرئيس المصرى محمد مرسى، وذلك بحسب بيانات شركة مرسين للخدمات اللوجيستية الدولية، مضيفة أن الصادرات التركية إلى 10 شركاء تجاريين فى الشرق الأوسط قد انخفضت بنحو 5% خلال يونيو الماضى. «لا أحد يدرك أن هناك مشكلة خطيرة جدا» كما يقول مصطفى يلماز، مالك سيم أى للنقل، والتى مقرها انطاكية بتركيا، «نحن نخسر تجارتنا فقط بسبب مشكلات سياسية مع تلك الدول». وتكافح تركيا لتخفيض الفجوة فى الميزان الجارى مع مواجهتها أعلى معدلات تكاليف الاقتراض فى 19 شهر، وتسجيل عملتها المحلية أسوأ أداء بعد عملة جنوب إفريقيا بين الاسواق الناشئة فى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا هذا العام. واعتمدت تركيا على ارسال بضائعها إلى الخليج العربى عبر مصر منذ تعطل المسار التجارى عبر سوريا فى أواخر 2011 بسبب الحرب الأهلية، وعارض رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عمليات الفض العنيف للجيش المصرى لتظاهرات انصار مرسى منذ 14 اغسطس. تباطؤ النمو «الصادرات عبر مصر من الممكن أن تستمر فقط إذا لم يتزايد التوتر هناك» كما يقول على سيردار كوكاوجلو، المدير العام لشركة أو إس إف. وارتفعت قيمة البضائع التركية المنقولة بحرا إلى 10 أسواق رئيسية فى الشرق الاوسط إلى 29.5 مليار دولار خلال عشر سنوات حتى 2012، لتمثل تلك العمليات 19% من إجمالى مبيعاتها الخارجية، وفقا لبيانات حكومية. وارتفعت الصادرات 7.6% فى النصف الاول من العام مقارنة بالعام السابق، مقارنة بنمو فى الصادرات بلغ 61% فى 2012 حدث حتى بعد تسبب الحرب الأهلية فى سوريا فى إغلاق الطريق التجارى. العراق التى تشارك تركيا فى حدود طولها 330 كيلومترا (205 أميال) استحوذت على 10.8 مليار دولار من المبيعات فى 2012. والنسبة الباقية من عمليات بيع السلع المنقولة بحرا إلى الأسواق التسعة بالشرق الأوسط تمر عبر مصر. القضايا المتعلقة بمصر من المرجح أن يتم حلها خلال شهر، كما قال زوهال مانسفيلد، رئيس مجلس الأعمال المصرى التركى بإسنطبول، فى تصريحات فى 23 اغسطس «فى اللحظة الحالية لا توجد مشكلة كبيرة مع مصر فى ما يتعلق بنقل البضائع إلى أو عبر مصر». مستويات منخفضة وتراجع سعر الليرة فى مواجهة الدولار بنهاية الأسبوع بنسبة 0.2%، وارتفع العائد على السندات الحكومية لمدة عامين 42 نقطة اساس، إلى 10.16% فى طرح فى 25 اغسطس، وهو أعلى سعر منذ يناير 2012. وقد يساهم تباطؤ الصادرات فى زيادة عجز الميزان الجارى الذى ارتفع إلى 35.9 مليار دولار فى اول ستة أشهر من 2013، مقارنة ب30 مليار دولار فى العام السابق. وارتفعت اسعار مشتقات التأمين على عدم سداد الديون التركية 49 نقطة أساس منذ قيام الجيش فى مصر بالإطاحة بمرسى الشهر الماضى، وفقا للبيانات التى جمعتها بلومبرج لإغلاق الأسبوع الأخير، وهو ثانى أكبر ارتفاع فى أسواق الدول النامية فى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. «تركيا زادات من صادراتها إلى الشرق الأوسط بسبب الطلب القوى» كما يقول نيهان زيا اردم، الاقتصادى فى تركيا جارانتى بانكازى اكبر بنك فى تركيا من حيث القيمة السوقية مضيفا: «ولكن هذه المساهمة ستضيع مع تزايد التوتر هناك».