سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم دعمها لمرسي في الانتخابات .. الفيوم أكثر مدينة دفعت فاتورة الإرهاب مجموعات إخوانية تقابلت فور سماع نبأ فض الاعتصامات ثم تحركت لمهاجمة أقسام الشرطة والمنشآت الحكومية
تصاعد وتيرة الأحداث فى الفيوم كان أشبه بمسلسل درامى أليم، أخبار تتناثر فى كل مكان عن اقتحام جماعة اإخوان للمنشآت وعداد الضحايا من رجال الجيش والشرطة يتزايد.. الفيوم بقدر دعمها للرئيس المعزول محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية السابقة، دفعت الثمن فى الاطاحة به بعد انحياز الجيش لرغبة الملايين الرافضين لاستمرار مرسى فى الرئاسة، ورغم الخوف والقلق إلا ان التماسك بين المسلمين والمسيحيين هناك كان هو العنوان. شهدت المحافظة 4 أيام دموية بين أنصار مرسى والشرطة وقوات الجيش، كانت تشير عقارب الساعة إلى التاسعة والنصف، الكل يشاهد قناة الجزيرة لمتابعة فض الاعتصام، فيما اعتلى خطيب المسجد بمركز طامية المئذنة ينادى بمكبرات الصوت لخروج المسلمين إلى الجهاد ضد الشرطة وقوات الجيش، قائلا: «انزلوا لنصرة الاسلام»، استجاب الإخوان ومؤيدى الشرعية حيث انتشروا فى كل الشوارع للأخذ بثأر القتلى الذين لقوا حتفهم، وكان هدفهم حرق جميع الكنائس للانتقام. أمام قسم شرطة طامية بدأ الإخوان مخططهم بحرق المحافظة، قال مجدى عويس، أحد شهود العيان لحريق القسم، إن مجموعات إخوانية من المدينة يعرفهم كانوا مسلحين بالآلى ومعهم عدد قليل من البلطجية يحملون المولوتوف بدأوا بقذف القسم بالزجاجات الحارقة حيث أشعلوا النيران فى سيارة شرطة أمام القسم، وردت عليهم الشرطة بإطلاق الرصاص، ثم أطلق الإخوان الأعيرة النارية بشكل مكثف حتى توقفت الشرطة عن اطلاق الرصاص، ثم اقتحم عدد منهم القسم وآخر كان يؤمن لهم الطريق بالخارج. يضيف: «بعد خروجهم من القسم بعد اندلاع الحريق اكتشفنا مقتل ضابط وامين شرطة بالداخل، واثناء اقتحامهم هرب معظم افراد الأمن بعد تمكن الإخوان من الاقتحام، وأثناء اقتحامهم للأقسام كانت مجموعات منهم تهاجم نقاطا أمنية لسرقة الأسلحة التى كانت فى حيازة الأمن، ونظرا لقلة اعداد الشرطة فى النقاط استولوا على جميع الأسلحة». قال محمود فودة، يملك مقهى بجوار نقطة أمنية بمركز يوسف، إن مجموعة من الإخوان تجمعوا فى المقهى منذ الساعة الثامنة وطلبوا منه فتح التليفزيون على قناة الجزيرة، ووصفهم بأنهم كانوا فى حالة فزع، ثم أجروا بعض الاتصالات، وفى الساعة العاشرة تجمهرت مجموعة أخرى تضم عناصر إخوانية وبلطجية، وطلبوا منه اغلاق المقهى لأنهم «هيولعوا فى البلد»، بحسب تعبيره، ثم بدأوا فى اقتحام النقطة. من جانبها أكدت الحاجة فاطمة عبدالنبى، من سكان مركز أبشواى، إن من فعل ذلك فلول الحزب الوطنى الذين أرداوا الانتقام من الإخوان، مشيرة إلى أنها شاهدت أحد رجال نظام مبارك وهو يعطى البلطجية سلاحا لاستخدامه ضد الشرطة حتى تلصق التهم فى الإخوان، وقالت: «القسم اتحرق بعد ما كل الضباط هربوا، والناس كانت واقفة فوق أسطح المنازل، ولا نعرف هوية من يحملون الرشاشات»، واستنكرت ما قاله السكان بأن الإخوان هم من اشعلوا النيران فى القسم. وقال ريمون ميخائيل: «فى نفس التوقيت الذى تم فيه اقتحام قسم شرطة يوسف الصديق، بدأ خطيب المسجد بالنداء على المسلمين فى مكبرات الصوت للخروج لحرق الكنيسة بعد آذان الظهر مباشرة، وبعد دقائق من توقف اطلاق الرصاص بين الشرطة والإخوان، بدأت عناصر مسلحة فى اقتحام دير الأمير تاوضروس الشطبى بقرية النزلة، وكنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوزكس بنفس القرية، وتم اشعال النيران فيهما والاستيلاء على محتوياتهما». وأضاف أحد سائقى التوك توك، الذى تواجد أمام مديرية الأمن أنه أثناء محاولته الهروب من طلقات الرصاص التى غطت سماء المدينة، رأى سيارة هيوانداى «فيرنا» حمراء خرج شاب منها ملتحى وأطلق الرصاص على قوات الشرطة قبل وصول قوات الجيش لتأمينها، ثم هاجمته الشرطة بشكل عنيف مما أدى لمقتل طفل لا يتعدى عمره 14 عاما، مؤكدا ان السيارة منزوع من عليها اللوحة المعدنية، وكانت تسير فى الاتجاه العكسى وعليها عبارة «لا إله إلا الله» ثم فرت هاربة. وقال أحد العاملين بمدرسة جمال عبدالناصر، إن عناصر مجهولة اعتلت أسطح المدرسة بجوار مديرية الأمن، وأطلقوا الرصاص الحى على مبنى المديرية، وتصدت لهم قوات الجيش حتى تمكنوا من الهرب إلى الشوارع الخلفية للمدرسة. وأكد أمين شرطة كان يرتدى زيا مدنيا، أنهم تصدوا للجماعات المسلحة بمركزى شرطة سنورس وإطسا، وتشكلت لجان شعبية لمساعدة الضباط والجنود، فور علمهم باشتعال النيران فى بقية الأقسام، وقال إن الأهالى تجمعوا بأسلحتهم أمام القسم لحماية الضباط، واعتلى مجموعة من الشرطة أسطح القسم لمراقبته واخذ الاحتياطات الأمنية. وروى أمسن شرطة، طلب عدم ذكر اسمه، أن المواطنين تجمعوا أمام القسم فى الحادية عشرة لحمايته ومساعدة الشرطة فى التصدى للإخوان، وتم إغلاق جميع نوافذ المنازل ومنع أى شخص من التجول بجوار القسم خوفا من إصابته، وعندما رأى المراقبين فوق الأسطح مسيرات الإخوان بالقرب من القسم، أطلقت القوة الأعيرة النارية فى الهواء لمنع وصولهم، فيما أشعل الإخوان النيران بالقرب من القسم بعد فشلهم فى الاقتحام، واستطاعت الشرطة طردهم بعيدا عن المنطقة. وفى شارع السنترال كانت الأمور أكثر حدة، فبعد الاستيلاء على مدرعة جيش بالأسلحة التى كانت بداخلها، قال أحد شهود العيان إنه حاول قذف الإخوان بالحجارة اثناء الاستيلاء على المدرعة لكنه فشل لان الشارع خلا من المواطنين، مؤكدا أن المنطقة شهدت حرب شوارع بين الجيش والإخوان بعد سرقة المدرعة أصيب خلالها شخص من أنصار المعزول، ولكن بعد ساعتين تم استرداد الجيش للمدرعة وقبض على شخصين أثناء محاولتهما الهروب لمنطقة أخرى. من جانبها رصدت «الشروق» عددا من المنازل المغلقة بسلاسل حديدية وكان أمامها آثار حجارة واطارات سيارات محترقة، وهى منازل الأقباط التى رسم عليها باللون الأسود الصليب، ومدون عليها عبارة «عدو الله»، وعندما سألنا بعض المارة عن أصحاب المنازل ردوا: «دول هربوا من البلد بعد تهديد الإخوان لهم». قالت أم مريان التى تسكن بالقرب من أحد الكنائس وهى تبكى: «ما ذنب الاقباط فى عزل مرسى، نحن مواطنين لنا حق الاختيار»، مؤكدة أن أقاربها انتخبوا المعزول وكان لديهم أمل فى أن يطبق العدل كما وعدهم فى خطاباته. وأكد مواطنون فى شهاداتهم أنه فى العاشرة والنصف صباحا توجهت مجموعات لعدد من الكنائس والمنشآت الحيوية بالمحافظة، بدأوا بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس فى منشأة لطف الله بمدينة الفيوم، حيث أشعلوا فيها النيران اليت التهمت كل محتوياتها، ثم توجهوا إلى استراحة محافظ الفيوم وأحرقوها بالكامل واستولوا على المتعلقات الخاصة بها من كراسى وأجهزة. وأشار شاب قبطى إلى أن أحد الشيوخ بادر بتهريب الشباب الذى كان بداخل جمعية الأصدقاء القبطية، قبل إشعال النيران فيها، فى سيارته الخاصة، وقام بحمايتهم فى منزلة حتى هدأت الأوضاع نسبيا، ثم توجهوا إلى مبنى المحافظة وأحرقوه بالكامل. واكد صاحب سوبر ماركت أن الإخوان كانوا يجوبون شوارع المنطقة بسيارات نصف نقل ويشعلون النيران فى كل المنشآت، ثم حاولوا إشعال النيران فى محطة بنزين بميدان المسلة وتصدى لهم بعض العقلاء، كما أحرقوا مبنى الوحدة المحلية والمجلس الشعبى المحلى.