عقد السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، اجتماعًا موسعًا، اليوم الاثنين، ضم سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في القاهرة، في إطار جهود الوزارة لاطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الأوضاع والتطورات في مصر، خلال الأيام القليلة الماضية. وقال حاتم، إنه «تم في بداية الاجتماع عرض مقاطع فيديو متنوعة لمظاهر العنف والإرهاب التي قام بها أعضاء الجماعات المسلحة، منذ بدء عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة، بما في ذلك الاعتداءات بمختلف أنواع الأسلحة النارية على ضباط الشرطة والأقسام والكنائس والمساجد والمنشآت الحكومية والممتلكات العامة والخاصة». وأضاف مساعد وزير الخارجية، أن مصر تمر بمرحلة دقيقة للغاية إلا أننا على يقين من قدرتنا على تجاوز هذه الأزمة، وأن الأمور ستعود لطبيعتها، لأن الغالبية العظمى من الشعب المصري، التي خرجت بالملايين في 30 يونيو الماضي، لا تزال متمسكة بتصحيح مسار الثورة من أجل تحقيق أهدافها النبيلة . ولفت حاتم، إلى أنه تم التريث في تنفيذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، من أجل منح الفرصة كاملة للجهود الرامية إلى تسوية الأزمة، ومع ذلك فإن الدولة، من منطلق واجبها في حماية المواطنين وتأمين حياتهم ومنع ترويعهم، كان لزامًا عليها أن تقوم بفض الاعتصامين، لاسيما بعد ما اتضح للجميع الطبيعة غير السلمية لهذين الاعتصامين، الذين تم رصد أنواع أسلحة مختلفة بهما، فضلا عن حالات التعذيب والقتل الموثقة. وشدد مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، على أنه لا يمكن أن تتخذ هذه العلاقات كمبرر للتدخل في الشأن المصري الداخلي، ولاسيما في هذه القضية التي تعني المصريين وحدهم، وأن مصداقية بعض الدول الأوروبية باتت على المحك نتيجة المنحى الذي تسلكه في ردود أفعالها وتعاطيها مع الوضع في مصر. مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالعلاقات الرسمية بين مصر وهذه الدول، بل ينسحب أيضًا على الرأي العام المصري، الذي أصبح يشعر بالمرارة والاستنكار إزاء هذه المواقف الصادرة من بعض الدول الأوروبية، فضلا عن أن هذه المواقف تشجع على التمادي في ممارسة العنف والإرهاب، وهو ما ينعكس سلبيًا على خطوات تنفيذ خارطة الطريق ومسار العملية السياسية في المرحلة الانتقالية. من جهتهم، أعرب عدد من السفراء الأوروبيين في مداخلاتهم عن تقديرهم لحرص الوزارة على وضعهم في صورة التطورات الأخيرة، مشيرين إلى قلقهم من تصاعد أعمال العنف والإرهاب، وأنهم لا يزالوا يثقون في قدرة الحكومة على تجاوز المرحلة الراهنة والمضي قدمًا في تنفيذ خطوات خارطة الطريق.