فى إطار جهود وزارة الخارجية لإطلاع المجتمع الدولى على حقيقة الأوضاع والتطورات فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية، عقد السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية اجتماعا موسعا اليوم 18 أغسطس ضم سفراء الدول الأوروبية المعتمدين فى القاهرة تناول مجمل التطورات الداخلية الراهنة فى مصر. تم فى بداية الاجتماع عرض مقاطع فيديو متنوعة لمظاهر العنف والإرهاب التى قامت بها أعضاء الجماعات المسلحة منذ بدء عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة بما فى ذلك الاعتداءات بمختلف أنواع الأسلحة النارية على ضباط الشرطة والأقسام والكنائس والمساجد والمنشآت الحكومية والممتلكات العامة والخاصة. وأكد السفير حاتم سيف النصر فى هذا الصدد أن مصر تمر بمرحلة دقيقة للغاية إلا أننا على يقين من قدرتنا على تجاوز هذه الأزمة وأن الأمور ستعود لطبيعتها وذلك لأن الغالبية العظمى من الشعب المصرى، التى خرجت بالملايين فى 30 يونيو الماضى، لا تزال متمسكة بتصحيح مسار الثورة من أجل تحقيق أهدافها النبيلة. ولفت سيف النصر إلى أنه تم التريث فى تنفيذ فض اعتصامى رابعة والنهضة من أجل منح الفرصة كاملة للجهود الرامية إلى تسوية الأزمة. ومع ذلك فإن الدولة، من منطلق واجبها فى حماية المواطنين وتأمين حياتهم ومنع ترويعهم، كان لزاماً عليها أن تقوم بفض الإعتصامين لاسيما بعد ما اتضح للجميع الطبيعة غير السلمية لهذين الاعتصامين الذين تم رصد أنواع أسلحة مختلفة بهما فضلاً عن حالات التعذيب والقتل الموثقة. وأوضح أنه، رغم ذلك، فقد اتبعت قوات الأمن كافة التدابير الاحترافية خلال عملية فض الإعتصامين، التى تمت فى حضور العديد من منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام، وذلك رغم تعرضها لإطلاق نار كثيف بمختلف الأسلحة من داخل الاعتصامين وهو ما كبد قوات الأمن العشرات من الشهداء، مشددا على أن ما قامت به السلطات المصرية هو أمر كانت لتقوم به أية دولة تحترم نفسها وتحرص على أرواح مواطنيها. وأشار من ناحية أخرى إلى أن الشعب المصرى على دراية تامة ودقيقة بمواقف مختلف الدول إزاء هذه الظروف الدقيقة وبمن يقف إلى جانبه، وأنه ستكون هناك وقفة وتقييم لهذه المواقف. كما نوه إلى ما نوليه من أهمية لعلاقات مصر بالإتحاد الأوروبى التى ترتكز على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكدا أنه لا يمكن أن تتخذ هذه العلاقات كمبرر للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى لاسيما فى هذه القضية التى تعنى المصريين وحدهم، وأن مصداقية بعض الدول الأوروبية باتت على المحك نتيجة المنحى الذى تسلكه فى ردود أفعالها وتعاطيها مع الوضع فى مصر، وأن الأمر لا يتعلق فقط بالعلاقات الرسمية بين مصر وهذه الدول، بل ينسحب أيضاً على الرأى العام المصرى الذى أصبح يشعر بالمرارة والاستنكار إزاء هذه المواقف الصادرة من بعض الدول الأوروبية، فضلا عن أن هذه المواقف تشجع على التمادى فى ممارسة العنف والإرهاب، وهو ما ينعكس سلبياً على خطوات تنفيذ خارطة الطريق ومسار العملية السياسية فى المرحلة الانتقالية، لافتاً فى هذا الصدد إلى بيان الكنيسة المصرية، الذى أدان التدخل الخارجى فى الشأن المصرى واعتبر أن ما يصرح به الغرب يعطى غطاء سياسيا للعنف والتطرف من قبل هذه الجماعات، فضلا عن ما صدر من الأزهر الشريف من رفض للتدخل الخارجى فى الشأن المصرى وإدانته كافة أحداث العنف والفتنة الطائفية. واختتم السفير سيف النصر الاجتماع مؤكدا حرص الحكومة على استكمال تنفيذ خارطة الطريق وتعزيز المسار الديمقراطى بمشاركة كافة القوى السياسية والمجتمعية التى تنبذ العنف والإرهاب. من جانبهم، أعرب عدد من السفراء الأوروبيين فى مداخلاتهم عن تقديرهم لحرص الوزارة على وضعهم فى صورة التطورات الأخيرة، مشيرين إلى قلقهم من تصاعد أعمال العنف والإرهاب، وأنهم لا يزالوا يثقون فى قدرة الحكومة على تجاوز المرحلة الراهنة والمضى قدما فى تنفيذ خطوات خارطة الطريق.