كان لافتا تبني روسيا مواقف متصلبة حول الملفات "الساخنة" خلال قمة مجموعة الثماني في لاكويلا التي تواصل أعمالها يوم الخميس ، وفي مقدمها المناخ وإيران وإستراتيجية الخروج من الأزمة المالية. والموقف المفاجىء والأكثر تصلبا لموسكو كان حيال موضوع المناخ يوم الأربعاء ، وذلك بعد إعلان اتفاق على تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة ثمانين في المئة لدى الدول الصناعية الأعضاء في مجموعة الثماني ، وموسكو هي إحدى تلك الدول. وقال أركادي ديوركوفيتش كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس ديمتري مدفيديف في حديثه للصحفيين : "بالنسبة إلينا ، فإن رقم ال80% غير مقبول وعلى الأرجح لا يمكن تحقيقه". وأضاف : "لن نضحي بالنمو الاقتصادي لمجرد خفض الانبعاثات الملوثة". وأوضح أن : "الحسابات جارية وهناك سيناريوات عدة ممكنة "، متحدثا عن نسبة تتراوح بين 20 إلى 60% من التقليص قبل عام 2050. وكان قادة مجموعة الثماني التي تضم الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان ، قد تعهدوا بخفض الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2050 وبنسبة 80% أو أكثر. وفي الملف الإيراني ، رفضت روسيا أيضا أن تتبنى مجموعة الثماني موقفا متشددا حيال طهران ، على غرار ما كانت قامت به بنجاح خلال اجتماع وزراء خارجية المجموعة في ترييستي مع نهاية يونيو , وتعتبر موسكو أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي اثارت جدلا تندرج في إطار السياسة الداخلية. وقال مسؤول سياسي أوروبي : "لن نمضي أبعد من دعوة طهران إلى تسوية الأزمة التي تلت الانتخابات في شكل سلمي , لأن روسيا لا تريد هذا الأمر وترفض أي تدخل في الشئون الداخلية الإيرانية. وحول مرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية ، أقر أندريه بوكاريف المسئول الكبير في وزارة المال الروسية بوجود "خلافات" داخل مجموعة الثماني. وقال بوكاريف : "تعتقد بعض الدول أنه لا يزال الوقت مبكرا جدا للحديث عن إستراتيجيات للخروج من الأزمة مهما كانت طبيعتها , وفي رأينا أنه حان الوقت الآن لتطوير إستراتيجيات مماثلة".