استمرت حالة التأهب والحذر في أنحاء محافظة شمال سيناء، رغم حالة الهدوء النسبي الذي عم مدن المحافظة الكبرى خاصة العريش ورفح والشيخ زويد، والتي لم تشهد وقوع هجمات مسلحة طوال أمس الأول، وحتى ظهر أمس، رغم ترقب جهات الأمن لردود فعل انتقامية، على الغارات الجوية التي شنتها طائرات الأباتشي ضد تجمعات في جنوب الشيخ زويد. ونشرت القوات المسلحة دورياتها بشكل لافت في عدة مناطق، وعلى الطريق الدولي الساحلي لمراقبة التحركات، فيما تتولى الكمائن الأمنية تفتيش السيارات والاطلاع على هويات المواطنين. وحول تفاصيل استهداف منطقة التومة، جنوب الشيخ زويد، كشف شهود عيان أن مروحيات الأباتشي «استخدمت نوعين من القذائف منها الهيل فاير و نوعيات أخرى يبلغ طولها نحو 12 سم مصنوعة من الألومنيوم، وقد تم استخدام الأخيرة بكثافة». وأصدرت جماعتان يعتقد أنهما تنشطان في شبه جزيرة سيناء بيانين، للرد على مقتل أربعة جهاديين جنوب مدينة رفح، الجمعة الماضية، محملتين إسرائيل مسؤولية الهجوم، ومتوعدتين بالرد، مطالبتين القبائل بالالتفاف حول الجهاديين. وذكر بيان جماعة «مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس» أن هذا الحادث الخطير «يجب أن يعيد لذاكرة المصريين حقيقة العدو الأول لهم، ألا وهم اليهود الجاثمون على ثرى فلسطينالمحتلة، ولأن المصريين أغفلوا لعقود قتال هذا العدو المجرم بسبب سياسة الحكام الذين تسلطوا على رقابهم، فقد جاء اليوم الذي تصل فيه لظى نار اليهود لعقر دار المصريين، عبر قتل خيرة أبنائهم المجاهدين، مما يستوجب إعداد العدة والتأهب لمواجهة هؤلاء اليهود والرد عليهم». ووجه البيان في الختام رسالة لقبائل سيناء: «مباركٌ عليكم شهادة هؤلاء الرجال الأبطال، فلقد أفلحت الوجوه بإذن الله، وقد رسموا بدمائهم الزكية صفحة مشرقة جديدة من صفحات جهاد أبناء سيناء ضد اليهود المجرمين، وإن ما حدث يجب أن يكون دافعًا لالتفاف القبائل حول أبنائها المجاهدين وتقديم كل العون والنصرة والمؤازرة لهم، فالمجاهدون هم حُماة الدار وطُلًّاب الثأر، وإن خذلانهم أو التهاون في نصرتهم يعني أن أرضكم ودماءكم وحرماتكم ستكون مستباحة للأعداء ينتهكونها متى أرادوا، وهيهات لهم ذلك بإذن الله». وفي العريش طاردت قوات الشرطة سيارة اشتبه بوجود أربعة مسلحين فيها قرب ضاحية المساعيد الغربية، وتبادلت قوات الأمن الرصاص مع الأفراد في السيارة، إلا أنها لاذت بالفرار. وأفاد مصدر أمني أن مخططًا أمنيًّا قائمًا لتتبع العناصر الغريبة التي تستأجر شققًا سكنية أو شاليهات بمدينة العريش؛ للاشتباه في تورطهم في أعمال الهجمات المسلحة، وأن قوات الشرطة تقوم بمداهمة مناطق الشاليهات والشقق المفروشة بحثًا عن أي عناصر مشتبه بها. وأصيب شرطي قرب العلامة الحدودية رقم 10 جنوب معبر كرم أبو سالم أثناء تصديه لمجموعة من مهربي البشر جنوب رفح، حيث حاول المهربون اجتياز الحدود باتجاه إسرائيل، فتصدت لهم قوات الأمن المركزي العاملة عند النقطة الأمنية ولاذ المهربون بالفرار بينما تم نقل الجندي لمستشفى العريش المركزي. من جهتها أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري مجددًا أمام حركة المسافرين بين الجانبين المصري والفلسطيني بعد أن تم إغلاقه بسبب إجازة عيد الفطر المبارك، واستقبل المعبر المسافرين الفلسطينيين من الاتجاهين بشكل جزئي حيث يغلق المعبر الساعة الثانية مساء كل يوم منذ ثورة 30 يونيو نظرًا للظروف التي تشهدها محافظة شمال سيناء.