«الذكور أقل من الإناث لطابع مهنة الجليس، والطلب عليهم مش كتير» هكذا علق فاروق عبدالمعطى المدير التنفيذى لجمعية دعم الأسرة المصرية على قلة عدد الشباب والفتيات خلال الدورة التدريبية لجليس الطفل والمسن التى تقيمها الجمعية. «نظرة المجتمع للجليس سيئة لأن المصريين بتوع منظرة» يقول محمد عامر الطالب بالسنة الأخيرة بمعهد خدمة اجتماعية. هو لا يخشى نظرة المجتمع له إذا عمل جليسا للمسنين أو الأطفال، على الرغم من أن راتبه الآن من عمله فى شركة لصيانة أجهزة الكمبيوتر يضاعف راتب الجليس. «الكمبيوتر فلوسه أكتر بس ده مجال دراستى» هكذا يدافع محمد عن موقفه الذى دفعه للمشاركة فى هذه الدورة ليصبح الشاب رقم 4 أمام 40 فتاة. رغم ذلك يعتقد عبدالمعطى أن هذا العدد من الشباب جيد لأن بعض الأسر تكون فى حاجة لشاب خاصة مع كبار السن. مزيج من خريجى وطلاب معهد الخدمة الاجتماعية، والثانوى الفنى التجارى والصناعى والزراعى، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما شاركوا فى هذه الدورة التدريبية. «مهنة صعبة بسبب الشروط التى يضعها الجليس أو الأسرة التى تريد الاستعانة به» يبرر عبدالمعطى قلة عدد المشاركين بالدورة التدريبية، على الرغم من أن توفير عمل هو أحد شروط الدورة المجانية التى تقيمها الجمعية خلال أشهر الإجازة الصيفية منذ 19 عاما. وهى تمنح المشترك شهادة معتمدة من وزارة التضامن الاجتماعى، تفيد بحصوله على دورة تدريبية نظرية وعملية تؤهله للعمل جليسا للمسنين والأطفال فى دور المسنين والحضانات والمؤسسات والمنازل. وتتعدد المشاكل التى يقابلها الشباب من الجنسين فى هذه المهنة كما يقول عبدالمعطى «من يتقدم لمهنة الجليس هو فى حاجة إلى المال وأكثرهم من سكان العشوائيات والمناطق الشعبية». ويضيف: منازل الأسر التى تحتاج الجليس تكون فى المناطق الراقية والجديدة، وهذه المسافات البعيدة تشكل عائقا كبيرا للجليس، وهو ما يكلفه مصاريف مواصلات، وكذلك اعتراض بعض الأهالى على بقاء الفتيات لوقت متأخر خارج المنزل، كما أن الفتاة قد ترفض العمل فى البيوت لأنها تعتبر نفسها خادمة. «أنا باخد الدورة دى للزمن» يقول أحمد سمير طالب فى السنة النهائية بمعهد الخدمة الاجتماعية. «ممكن أستفيد منها فى رعاية أهلى». أحمد يعمل أيضا موظفا مؤقتا فى مديرية الزراعة مركز الإنتاج والتقاوى وينتظر التعيين أو الانتهاء من الدورة والعمل فى دار مسنين سيتم افتتاحها فى منطقة التجمع الخامس فى أكتوبر المقبل. أحمد يفضل العمل فى دور الرعاية «لأنها خدمة اجتماعية، لكن العمل عند أسرة بعينها عمل فردى يجيب ملل»، كما أنه يفضل العمل مع المسن لوجود لغة حوار، لكن الطفل يحتاج، من وجهة نظرة، فتاة لأنها أم بالفطرة. مريم إحدى المتدربات وطالبة فى معهد خدمة اجتماعية، شاركت فى الدورة «حبا فى الخدمة الاجتماعية ولأن الدورة مجانية ومش هاخسر حاجة». وترى أن الدورة أفادتها فى التعامل مع المسنين والأطفال داخل أسرتها، وتنتظر تطبيقها مع أبنائها فى المستقبل. «عندى فى البيت مرفوض تماما العمل فى البيوت مع إن الرواتب مغرية لكن أنا بنت ناس» مريم توافق أسرتها فى رفضهم عملها جليسة فى المنازل «لأن أخلاق المجتمع اتغيرت والناس ملهمش أمان» وهى تخشى أن تعرض نفسها لما تقرأه فى الصحف عن تحرشات بالفتيات. الأمل الوحيد فى دور الرعاية، وإن كانت «رواتبها ضعيفة» كما تصفها مريم. «فقط 150 جنيها فى الشهر».