دعا الدكتور محمد عزيز عميد معهد القلب القومى، المواطنين للتبرع لصالح مرضى المعهد، مؤكدا وجود عجز فى تمويل الخدمات المقدمة، فى ظل محدودية الميزانية المخصصة له فى العام المالى الجديد والتى لا تتعدى ال8 ملايين جنيه، فى حين أن الاحتياجات الفعلية تتجاوز 60 مليون جنيه، من بينها 13 مليون جنيه لسد مديونيات متراكمة. وأشار عزيز فى حواره مع «الشروق»، إلى أن المعهد يستقبل يوميا 1000 مريض على العيادات الخارجية وقسم الطوارئ، أى أكثر من 350 ألف مريض سنويا، كما يجرى 15 ألف جراحة قلب، مشددا على أنه رغم تراجع ميزانية المعهد فى مواجهة أعداد المرضى المتزايدة إلا أنه لم يتوقف عن استقبالهم. وفيما يلى نص الحوار: • بداية.. ما هى الخدمات المقدمة حاليا فى المعهد؟ المعهد يعمل طوال الأسبوع على مدى ساعات اليوم، ويوميا يتردد 1000 مريض على معهد القلب، من بينهم 800 مريض على العيادات الخارجية و200 مريض طوارئ، يتم التعامل معهم تشخيصيا ومعمليا، ويحدد نوع العلاج المناسب لكل حالة وفقا للتشخيص الطبى لهم، سواء كان علاجا دوائيا أو إجراء قسطرة تداخلية أو قلب مفتوح. • وماذا عن الخدمات المقدمة للأطفال؟ يوجد حاليا 8 حضانات للرعاية المركزة، وخلال الشهر المقبل سننتهى من مضاعفة عددهم بحيث يوجد 16 حضانة، مما يساعد على استيعاب عدد أكبر من الحالات وتقليل قوائم الانتظار، ويمكن من إجراء 5 عمليات يوميا بدلا من عمليتين فقط. • هل يوجد الفرق الطبى المناسب للتعامل مع هذه الحالات؟ لدينا الكفاءات التى يمكنها التعامل معها، لكن ينقصنا بعض التجهيزات الطبية التى ستوقف دخول المشروع حيز التنفيذ، لأن هذه الحالات الحرجة تحتاج رعاية خاصة لا تقل عن 5 أيام. • ما هو عدد الجراحات التى يجريها المعهد؟ المعهد به 9 حجرات عمليات، من بينها غرفتان مخصصتان للأطفال، ويوجد 5 أجهزة قسطرة، ونجرى 3 آلاف قلب مفتوح و12 ألف قسطرة سنويا. • ما تعليقك على الشكاوى المتكررة من طول قوائم الانتظار فى الجراحات؟ هذا حقيقى، فرغم وجود أطقم للطوارئ تضم جراحين عالميين، إلا إننا لا نستطيع استيعاب كل هؤلاء المرضى، مما أدى إلى وجود قوائم انتظار طويلة، ونقسم الحالات وفقا ل3 فئات، هى حالات طارئة يتم التعامل معها خلال يومين إذا أمكننا ذلك، وحالات عاجلة نحاول إجراءها خلال شهر وقد لا ننجح، وحالات مستقرة تعالج خلال شهور وقد تصل إلى سنة. • هناك الكثير من الشكاوى حول نقص فى أسرّة الرعاية المركزة لمرضى القلب.. ما تعليقك على ذلك؟ مريض القلب بصفة عندما يتم حجزه من قسم الاستقبال أو الطوارئ، ولا يتم استقباله فى أسرّة عادية ولكنه يدخل مباشرة على إحدى أسرّة الرعاية المركزة الخاصة بأمراض الباطنة قلب، والتى يبلغ عددها فى المعهد نحو 70 سريرا، وبعد استقرار الحالة ينقل المريض إلى الأسرّة العادية، بينما عدد الأسرّة الخاصة بالرعاية المركزة بعد العمليات الجراحية نحو 40 سريرا، وهذه الشكوى متكررة لأن المعهد يتعامل مع نحو 350 ألف مريض سنويا فى العيادات الخارجية. • ما هى الحلول التى تراها لتخفيف الضغط والتكدس الحالى على المعهد؟ لا بد من تحسين نوعية الخدمة المقدمة فى مراكز القلب بالمحافظات، لدينا معاهد للقلب فى أسوان والأقصر وسوهاج والمنيا وشبين الكوم وبنها والإسكندرية والمنصورة، ورغم ذلك أغلب المترددين من المحافظات، والسبب الحقيقى لذلك هو نقص الكوادر الطبية، لذلك لا بد من إعادة توزيع لهم، مع إعطاء العائد المادى لتحفيزهم على العمل فى المحافظات. • ما التكلفة المتوقعة لتوفير الأجهزة التى يحتاجها المعهد؟ 3 ملايين و730 ألف جنيه، لأننا نحتاج أجهزة للتنفس الصناعى وأجهزة تدفئة وأجهزة رسم قلب وأجهزة شفط وأجهزة قياس الأكسجين، بالإضافة إلى أجهزة تعقيم وإعداد أغذية لحديثى الولادة. • لماذا يشكو المعهد من ضعف الإمكانيات رغم وجود مخصصات مالية من الحكومة له؟ موارد المعهد التى يحصل عليها من الجراحات والمناظير والتحاليل وتذاكر الكشف تكفى التكاليف المطلوب إنفاقها، والميزانية المقدمة سنويا من وزارة الصحة تخصص للعلاج المجانى، وهى قليلة للغاية ولا تكفى لتلبية احتياجات المرضى سوى لشهور قليلة، لكن إذا استمر الوضع قد يكون المعهد مهدد بالتوقف عن تقديم الخدمة. • كم تبلغ الميزانية الحالية؟ لم نبلغ بالميزانية الحالية إلا من 3 أيام فقط رغم مرور شهر من العام المالى الجديد، وهى كما قلت قليلة ولا تتعدى 8 ملايين جنيه، رغم أن مديونيات المعهد تقدر ب13 مليون جنيه، من بينها توفير أجهزة سبق التعاقد عليها ولا بد من استكمالها بقيمة 10 ملايين جنيه. • وما هى الاحتياجات الفعلية للمعهد؟ نحتاج 60 مليون جنيه لتقديم خدمة حقيقية تحترم المريض، فالمعهد بصدد إجراء مجموعة من التوسعات التى من شأنها أن تخدم المرضى، وتأتى على قائمة تلك التوسعات تجهيز أرض مطار إمبابة التى تم الحصول عليها منذ فترة من أجل تفعيلها لتساهم فى خدمة المرضى وتكون تابعة للمعهد، بحيث يتم نقل جميع العيادات الخارجية الخاصة بالمعهد فيها، وذلك لأن مساحة العيادات الخارجية بالمعهد أصبحت لا تحتمل هذا العدد الضخم من المرضى، بجانب التوسع فى إجراء العديد من العمليات الجراحية التى سيكون مكانها المعهد الحالى وفقا للتوسعات المقترحة. • ما المدى الزمنى لإجراء هذه التوسعات؟ نحتاج إلى ما لا يقل عن 50 مليون جنيه، وبالطبع بعد معرفتنا بالميزانية الجديدة سنوقف أى إجراءات خاصة بالتوسعات لعدم إمكانية البدء فى أى خطوات تنفيذية بها. • هل يوجد أى مصادر تمويل إضافية لخدمة المعهد؟ لا يوجد أى مصادر سوى الدعم الحكومى وبعض التبرعات المحدودة التى غالبا ما توجه لتوفير الأدوية الناقصة، والمعهد فتح حساب رقم 6373 بالجنيه المصرى فى كل فروع بنك مصر لاستقبال التبرعات من المصريين. • هناك مخاوف دائما من التبرع لجهات حكومية؟ أدعو الجميع للتبرع، وأحب أن أطمئنهم وأؤكد أن أى مبالغ سيتبرعون بها ستصل إلى مستحقيها، وأنه يوجد رقابة عليها من جمعية أصدقاء معهد القلب القومى، ويتم الإنفاق منها بشروط، فمثلا التبرعات العادية تخصص لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، ويمكن للمتبرع أن يكون تبرعه مشروط بتخصيصه لشراء أجهزة طبية أو تجهيز الحضانات الجديدة. • لماذا لم يلجأ المعهد إلى الإعلانات التلفزيونية لحث المواطنين على التبرع فى ظل الأزمة المالية التى تشكو منها حاليا؟ لا توجد مخصصات مالية لذلك، وشركات الإعلانات تشترط الحصول على نسبة من عائد الإعلانات، وهذا بالطبع مرفوض فى أى مؤسسة حكومية. • هل معدلات الإصابة بأمراض القلب فى تزايد؟ نعم، بشكل عام 20% من المصريين فى الفئة العمرية من (40-50 سنة) مصابون بأمراض القلب، كما أن أمراض الحمى الروماتيزمية فى تزايد ملحوظ بين الشباب نتيجة بعض عوامل منها التدخين والسمنة، بالإضافة إلى وجود عيوب خلقية فى الأطفال تجعلهم من مرضى القلب.