هل يمكن توقع المدى الذى يذهب إليه الشباب فى استباق الموضة أو استعادتها؟ مهرجانات الصيف فى عواصم أوروبا أربكت الباحثين عن إجابة، فقد لاحظ هؤلاء اتجاه الشباب نحو الأنماط الكلاسيكية، فى الفنون والموسيقى والأزياء، حيث أحيت هذه المهرجانات موسيقى الخمسينيات والستينيات، وبدلا من بريتنى سبيرز ومادونا ومايكل جاكسون وسيلين ديون، يرقص الشباب على موسيقى البيتلز وأغنيات ألفيس بريسلى. ولا يقتصر هذا التوجه الكلاسيكى على الذائقة الفنية، بل يتعداها إلى الموضة والملابس، التى يحاكى عبرها الشباب أناقة أجدادهم وجداتهم، متجاوزين حتى شياكة الآباء. لكنهم حين يرتدون ملابسهم «التقليدية» فإنهم يستخدمونها بشكل عصرى، فهم ليسوا مثل جيل السبعينيات، ويستخدمون جواربهم كعصابات للرأس على سبيل المثال، كما قال آرثر واين مدير العلاقات العامة فى شركة بركس براذرز لصناعة الملابس. شركات صناعة الملابس الشبابية واكبت من جانبها هذه التوجهات، تقول صحيفة فايننشيال تايمز: ليس غريبا أن تستعد «باربور» لإنتاج مجموعة من المنتجات الكلاسيكية المعاد تصميمها، حيث يبلغ سعر القطعة منها 179 جنيها استرلينيا أى ما يعادل 293 دولارا، كما تعتزم شركة هنتر الإعلان عن ستة منتجات جلدية مستوحاة من تلك المستخدمة فى الفروسية. وتضيف فايننشيال تايمز أن الشركة الكبرى تضع المستهلك فى اعتبارها خاصة عند تحول مزاج شرائح واسعة، «سبيرى» أعادت إلى الواجهة الحذاء ذى الرقبة العالية (البوت)، فيما قامت مجموعة ينتلاند مالكة لاكوست وسيبدو وتيد بيكر، وبروكس براذر التى استحوذت على شركة ساوث ويك لتصنيع السترات، بإعادة إنتاج موديلات قديمة يقبل عليها الشباب. يقول نيل فيسك المدير التنفيذى لشركة أيدى بور لصناعة الملابس الشبابية للصحيفة جيل الشباب يرغب فى أن يعود للماضى بجسمه وروحه، ويضيف هذا الجيل يجب الخروج للهواء الطلق الذى يعطيهم منظورا مختلفا للحياة، ويعيد ترتيب أولوياتهم ورؤاهم عن الصحيح وغير الصحيح. ويتابع فيسك: الهواء الطلق هو مصدر الأفكار والإلهام للبشر وهذا ما تحاول شركتنا القيام به. من قبل قامت شركة أيدى بور بتجهيز جيم وتكر أول أمريكى يصل لقمة أفرست فى 1963، واليوم ترعى «فريق الأحلام» لمتسلقى جبل أفرست، والذين يستخدمون ملابس وأدوات من إنتاج الشركة وتسمى «فرست أسنت» أو تسلق الأوائل. كريج رينجولد مدير سبيرى لصناعة البوب عبر عن هذه التوجهات الجديدة بقوله: الناس الآن يحبون الحياة الطبيعية، مثل رؤية البحر ورائحة الملح والأمواج والطيور، هذا شعور ملهم، كما أنها تثير فى النفوس القدرة على الإنجاز. عن الفايننشيال تايمز