فى الساعات الأولى من صباح يوم 18 مايو أمام لجنة شئون الأحزاب السياسية 2011 أعلن الدكتور سعد الكتاتنى وكيل مؤسسى حزب الحرية والعدالة أن عدد مؤسسى الحزب هم 8821 عضوا مؤسسا، بينهم 93 قبطيا، واحتفى قيادات الإخوان بأقباط حزب الحرية والعدالة، بينما أعلن صابر أبوالفتوح، القيادى بالحزب، أن عدد الأقباط داخل الحزب تجاوز ال900 قبطى. بعد مرور عامين على إنشاء حزب الحرية والعدالة تغيرت الأحوال بعد ثورة 30 يونيو، ليتحول الحزب الحاكم إلى حزب مهدد بالحل، وبعض قياداته أصبحوا داخل السجون والبعض الآخر أصبح قاب قوسين أو أدنى، واعتصم أنصار حزب الحرية والعدالة برابعة العدوية. والأمر نفسه ينطبق على حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، حيث كشف جمال سمك، الأمين العام للحزب ل«الشروق» أن عدد الأقباط داخل الحزب 65 قبطيا. السؤال هنا ما موقف أقباط تلك الأحزاب الإسلامية من ثورة 30 يونيو؟ وهل شاركوا فى اعتصام رابعة العدوية؟ وهل اختلفت تصريحات وآراء أقباط الأحزاب الإسلامية، قبل وبعد 30 يونيو؟ هل تغيرت نظرة الإخوان والجماعة الإسلامية لأقباط بعد ثورة 30 يونيو؟ ناهيد لمعى.. من تأسيس الحرية والعدالة إلى اعتصام الاتحادية بعد شهر من انتخاب الرئيس السابق محمد مرسى قال المحامى ناهيد لمعى، العضو المؤسس فى حزب الحرية والعدالة، إنه انتخب مرسى لإيمانه بمشروع النهضة، وأنه فوجئ بإيمان الإخوان المسلمين بالحوار، بعكس ما يقال عنهم، وأنه تربطه علاقة قوية بالدكتور عصام العريان، والقيادى الدكتور عمرو دراج. وانتقد لمعى بعد ذلك مصطلح أخونة الدولة مؤكدا أن المصريين أزاحوا مبارك وفساده من كل مؤسسات الدولة فى 18 يوما، ولو افترضنا أن الإخوان توغلوا فى كل المؤسسات، فالشعب المصرى قادر على إزاحتهم لو فشلوا، وأطالب الأقباط بالانضمام إلى الأحزاب، خاصة الحرية والعدالة، «لتغيير صورتنا ولكى نعرف الإخوان جيدا»، على حد تعبيره. وبعد عزل الرئيس محمد مرسى واعتقال عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، أكد العضو المؤسس بالحزب أنه استقال من الحزب فى شهر ديسمبر الماضى معترضا على عدم وضوح الرؤية فى الحزب، وكذبهم المستمر، موضحا أنه انخدع مثل كل المصريين، ولكن بمرور الوقت اكتشف أنهم لا يريدون منه سوى استغلال ديانته. وأكمل لمعى «إن قيادات الحزب فى جمعة الشرعية والشريعة فى ميدان النهضة ذكروا اسمه على المنصة رغم رفضه التظاهر معهم أو الموافقة على الدستور الذى انسحبت منه الكنيسة»، وأضاف لمعى «قيادات الحزب رفضت تصعيدى داخل الحزب، وتعيينى فى مجلس الأمناء حتى لا أعرف أسرارهم، وحاولوا إقناعى بالدستور للترويج له بين الكنائس والأقباط ولكنى رفضت». وأضاف لمعى أنه شارك فى ثورة 30 يونيو واعتصم بالاتحادية حتى سقوط الدكتور محمد مرسى، مؤكدا أن جماعة الإخوان وعدوا الشعب المصرى وبالتحديد الأقباط ولم ينفذوا وعدهم، وأصروا على تهميشهم وعدم الاعتراف بحقوقهم. ناجى ميخائيل.. تأييد 30 يونيو وفى 25 أغسطس 2012 صرح الدكتور ناجى ميخائيل، وكيل أول وزارة الآثار وعضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة ل«الشروق»، بأنه معجب بالجماعة لإيمانها بلغة الحوار واستغلال الكفاءات داخل الحزب، والدليل أنه شارك فى كتابة باب السياحة والإعلام والثقافة فى مشروع النهضة، وبرنامج الحزب، مضيفا أن «الإخوان المسلمين أكثر فصيل إسلامى يهتم بالأقباط لثقتهم فى وطنيتهم، ولأنهم يعرفون جيدا أن مصر ستدخل فى حروب أهلية بين الطوائف المسلمة فى حال سفر الأقباط، لأن التشدد سيظل موجودا إلى الأبد». وأضاف ميخائيل أن الدكتور مرسى أكد له فى إحدى الجلسات التى جمعت بينهما فى الشرقية، أنه مهتم ببناء الكنائس وحقوق الأقباط، وأنه حريص على الموافقة على قانون بناء دور العبادة، وأيضا أبدى حزنه لهجرة الأقباط خارج مصر. وبعد مرور أيام على عزل الرئيس محمد مرسى قال ناجى ميخائيل، ل«الشروق» «أتفق مع مطالب ثورة 30 يونيو، وكان يجب على الرئيس محمد مرسى تنفيذها، بالرغم أنه لم يأخذ فرصته بالكامل، مؤكدا أنه يشعر بصدمة أبناء التيار الإسلامى وخوفهم من شبح الماضى والاعتقالات والضربات الأمنية، ولكن اعتصام رابعة العدوية معقد، ومن المستحيل أن يعود الرئيس محمد مرسى للحكم، ويجب على الجميع أن يدركوا أن أبناء التيار الإسلامى فى مرحلة عدم اتزان»، على حد قوله. وأضاف ميخائيل أن حزب الحرية والعدالة رشحه 3 مرات لتولى وزارة الآثار لكنه رفض، لأنه لا يطمع فى سلطة، موضحا أنه لم يقدم استقالته من الحزب لأن دوره هو تمثيل الأقباط داخل حزب الحرية والعدالة، بالرغم أن الحزب تجاهل هذه المطالب، ونتج عن ذلك مشاركتهم فى ثورة 30 يونيو. وأشار إلى أن جماعة الإخوان مارست تمييزا ملحوظا بين الشعب المصرى، وكانت جميع المناصب يستولى عليها أبناء الجماعة بسبب خوفهم وعدم ثقتهم فى الآخر. يوسف رزق.. ولاية القبطى قبل شهور معدودة من ثورة 30 يونيو صرح يوسف رزق حنا، الأمين المساعد لشئون العضوية بحزب البناء والتنمية ببنى إدريس بالقوصية، ل«الشروق» بأن سبب انضمامه لحزب الجماعة الإسلامية أن يثبت لهم أن الأقباط لا يكرهون أحدا» وأنه معجب بالأحزاب الإسلامية لأنها منظمة لكنه لن يفكر أبدا فى الانضمام للأحزاب الليبرالية لأنها كارتونية، بحسب وصفه، ويتجلى ذلك فى أعداد المشاركين فى المليونيات التى تدعو لها. وبالرغم من عضويته بحزب البناء والتنمية كشف رزق عن العيوب والمشاكل التى يواجهها مع أعضاء الجماعة الإسلامية قبل 30 يونيو قائلا «أكثر ما يضايقنى رفضهم لولاية القبطى على المسلم، وطلبت منهم كثيرا مراجعة أفكارهم، ومن المستحيل أن يرشحنى الحزب فى الانتخابات البرلمانية القادمة بسبب تقوقعهم حول أنفسهم، بالإضافة لاقتناعهم بعدم جواز ذلك، وأن الأزمة الحقيقية لدى الجماعة الإسلامية أنهم يختزلون الشريعة فى إقامة الحدود، ولابد من تكييف الشريعة مع تطور العصر، لأن كثيرا من الحدود يستحيل تطبيقها اليوم، وأيضا اعتراضهم على بناء الكنائس»، مضيفا أنه وقع على استمارة تمرد لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى. وبعد ثورة 30 يونيو أشار يوسف رزق إلى أنه يفكر فى الاستقالة من الحزب خاصة أن قيادات الجماعة الإسلامية تدور حول فلك حزب الحرية والعدالة وترفض الاعتراف بثورة 30 يونيو، وأكد أن أنصار الرئيس المعزول من حقهم الاعتصام السلمى لكنه رفض تحريضهم على العنف، مطالبا الجيش المصرى بعدم التدخل فى السياسة، خاصة أنه استجاب لمطالب الشعب المصرى بتصحيح مسار الثورة وحماية مصر من فشل الرئيس السابق وجماعته. نيفين ملك.. قبطية على منصة رابعة «أخى الملتحى لحيتك شرف لى ويا أختى المنتقبة سأدافع عن حريتك فى اختيار مظهرك، كلنا إيد واحدة ضد الظلم والفقر والديكتاتورية»، جزء من كلمة ألقتها نيفين ملاك، عضو جبهة الضمير، وأحد الأعضاء الأقباط بحزب الوسط، على منصة رابعة العدوية ضمن اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، ولم تكتف بالسير عكس التيار ولكنها هاجمت حركة تمرد وشككت فى عدد الاستمارات التى طالبت بسحب الثقة من الرئيس السابق، مؤكدة أنها تمتلك الشواهد التى تثبت أن عدد استمارات تمرد لا يتجاوز المليون. وبالرغم من عضويتها فى حزب الوسط ذى المرجعية الإسلامية ومطالبتها بعودة الدكتور محمد مرسى الذى ينتمى لحزب دينى وتأييدها لأنصار التيارات التى تؤمن بدخول الدين فى السياسة انتقدت نيفين مشاركة البابا تواضروس فى اجتماع عزل الرئيس السابق مع الفريق عبدالفتاح السيسى، لأنها ترفض تدخل الدين فى السياسة. وعن الهجوم عليها بعد خطابها على منصة رابعة العدوية التى شهدت تحريض بعض قيادات التيار الإسلامى على العنف قالت إنها طالبت المتظاهرين داخل الاعتصام بعدم اللجوء للعنف، واتباع السلمية، مؤكدة أنها تؤيد العودة للمسار الديمقراطى والشرعية. وأضافت أن الأقباط تم خداعهم مثل غيرهم من قبل الفلول والفاسدين، وتظاهروا يوم 30 يونيو وأسقطوا نظاما ديمقراطيا يهتم بحقوق الأقباط واستسلموا للثورة المضادة وعودة الدولة البوليسية وزوار الفجر. نظرة على تراث التطرف ويذكر الكاتب الصحفى هانى لبيب أن قيادات الجماعة دائما تذكر فى أحاديثها الإعلامية أن تاريخها خال من واقعة تثبت تطرف الجماعة تجاه الأقباط، لكنه رصد فى كتابه «الكنيسة والدولة توازنات الدين والسياسة» وقائع وتصريحات طائفية لقيادات الجماعة مثل أن مفتى الجماعة السابق الشيخ محمد عبدالله الخطيب فى فتواه المنشورة فى مجلة الدعوة، وفى عدد من كتب الجماعة، عن حكم بناء الكنائس فى دار الإسلام، فيقول «الحكم على ثلاثة أقسام: الأول بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان، هذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة، والثانى ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا.. فهذه أيضا لا يجوز بناء هذه الأشياء فيها، وبعض العلماء المسلمين قال بوجوب الهدم لأنها بلاد مملوكة للمسلمين، والقسم الثالث ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانها، والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبيع على ما هى عليه فى وقت الفتح ومنع بناء وإعادة ما هدم منها» بالإضافة إلى تصريحات محمد البلتاجى والمهندس خيرت الشاطر تعليقا على موقعة الاتحادية «إن 80% من المشاركين فى الاحتجاج ضد الرئيس مرسى نصارى». وأضاف لبيب أن الأعضاء الأقباط بالأحزاب الإسلامية هم راغبون فى الظهور والشهرة، ومن المتوقع أن يقفزوا من مركب الأحزاب الإسلامية بعد عزل الرئيس محمد مرسى، موضحا أن ثورة 30 يونيو كشفت الوجه القبيح للتيارات الإسلامية تجاه الأقباط، وإصرارهم على الخطاب الطائفى بمنصة رابعة العدوية.