عمر مصطفى وشيماء شلبي ومحمد أبوالسعود أخيرا وبعد طول انتظار، أعلنت نوكيا الأسبوع الماضى رسميا عن أحدث تليفوناتها الذكية «لوميا 1020» Lumia 1020، والذى تضع عليه نوكيا الكثير من الآمال فى المنافسة مع الفئة الأولى من التليفونات الذكية المنافسة مثل اتش تى سى وان، وآى فون 5، وجالاكسى إس 4.
التليفون الذى تسوق له نوكيا منذ فترة بالميزة الأهم به وهى الكاميرا التى تبلغ دقتها 41 ميجابيكسل، فهل تساعد هذه الميزة نوكيا على المنافسة بحق؟
بالنسبة لمحبى التصوير الفوتوغرافى، فإن كاميرا بهذه المواصفات فى تليفون محمول ذكى، هى بالتأكيد صفة جذابة، ولكن هل تكون كافية؟ لوميا 1020 ليس أملا لنوكيا فقط، ولكن أيضا لشريكتها مايكروسوفت التى تزودها بنظام التشغيل الذى تعتمد عليه نوكيا مؤخرا فى تليفوناتها الذكية وهو ويندوز فون 8، والذى يجد صعوبة كبيرة فى الانتشار مع وجود أنظمة تشغيل أقدم فى السوق وأكثر شعبية بمراحل مثل أندرويد وآى أو إس.
التليفون مزود بشاشة Amoled عالية التحديد ومضادة للخدوش والصدمات بحجم 4،5 بوصة، ومعالج ثنائى النواة بسرعة 1،5 جيجاهرتز، وذاكرة داخلية 32 جيجابايت، و2 جيجابايت ذاكرة عشوائية، بالإضافة إلى 7 جيجابايت مساحة تخزين سحابية من خدمة سكاى درايف من مايكروسوفت، البعض أخذ على نوكيا عدم توفير نسخ من التليفون بذاكرة داخلية أقل لمن يريدون التوفير، كما لا توجد إمكانية لإضافة ذاكرة خارجية.
التليفون متاح فى 3 ألوان أساسية هى الأصفر والأبيض والأسود، البطارية تعيش لمدة 16 يوما فى وضع الاستعداد، و13،3 ساعة من المكالمات.
لكن ما تعتمد عليه نوكيا فى بيع هذا التليفون الذكى كما قلنا هو الكاميرا البالغ دقتها 41 ميجابيكسل، وهى الأفضل على الكوكب فى التليفونات الذكية، مع قدرة تقريب بصرى 3x.
الكاميرا مزودة بقائمة طويلة من الصفات، منها عدسة من نوعية كارل زايس، وبرنامج تشغيل احترافى مزود بعشرات الخيارات ومنها قدرة على عدم اهتزاز الصور، وبالرغم من هذه الدقة العالية جدا فى الكاميرا إلا أنها تختلف عن الكاميرا الموجودة بتليفون سامسونج «جالاكسى إس 4 زووم» والتى تبلغ دقتها 16 ميجابيكسل فقط، ومع ذلك فإن العدسة تبرز عن سطح التليفون مما يجعل حجمه كبيرا، ولكن فى لوميا 1020 الكاميرا لا تبرز عن سطح التليفون وبالتالى يمكن حمله بسهولة فى الجيب.
ولتخيل مدى قدرة التليفون على إنتاج صور رائعة، يمكنك طباعة الصور ذات الجودة الأعلى من هذا التليفون بأحجام ضخمة جدا تصل إلى 1،3 متر عرض ومتر طول، ولكن من يحتاج لطباعة صور كهذا كل يوم، كما أن هذا القدر من الجودة لا نشعر به كثيرا عندما يكون على شاشة كمبيوتر، فهل بالغت نوكيا كثيرا فى مواصفات هذه الكاميرا؟ للدرجة التى يقول بعض الخبراء أن نوكيا كانت لتربح أكثر لو كانت أنتجت هذه الكاميرا وحدها بعيدا عن التليفون.
وبالرغم من الامكانيات الجيدة للتليفون، إلا أن البعض يرى أن اعتماد نوكيا على نظام تشغيل ويندوز لن يساعد هذا التليفون كثيرا، نظرا لمحدودية عدد التطبيقات مقارنة بأنظمة التشغيل الأخرى، وخاصة تطبيقات الصور والفيديو الشهيرة مثل انستاجرام وفاين والتى لم تتح بعد على متجر تطبيقات ويندوز فون، كما أن سعر التليفون مرتفع نسبيا مقارنة بالتليفونات المنافسة، حيث تم تحديد سعره مبدئيا ب 300 دولار أمريكى، وهى كلها سلبيات ربما تقلل كثيرا من حجم المبيعات المتوقع، رغم أن التليفون مصنوع من مواد عالية الجودة وتصميمه جذاب وخفيف الوزن، بالإضافة إلى الكاميرا الخارقة.
لذلك فإن توقعات بالمبيعات ليست عالية، وخاصة فى الأسواق الناشئة مثل أفريقيا والشرق الأوسط نظرا للسعر المرتفع نسبيا للجهاز، حيث ما زال الرهان الأكبر فى هذه الأسواق على التليفونات الرخيصة والتى تميزت بها نوكيا لسنوات طويلة، مثل تليفون آشا 501 نظرا لسعره المنخفض البالغ 90 دولارا فقط.
فبالرغم من عدم دعمه لتقنية تحديد المواقع GPS وشبكات الجيل الثالث 3G، إلا إنه يحتوى على بعض المزايا الذكية والألعاب، مما يرضى هذه الفئة من الزبائن، أما بالنسبة للزبائن المحترفين، فإن اختيارهم لتليفون لوميا 1020 قد يكون محل سؤال الآن، مع وجود هذا العدد الكبير من التليفونات الذكية الشهيرة فى السوق والتى اكتسبت شهرة وثقة بالفعل من ملايين المستخدمين، فهل يصنع هذا التليفون فارقا فى مستقبل نوكيا مع التليفونات الذكية، أم سيبعدها أكثر عن حلبة المنافسة، الشهور القادمة ستخبرنا بكل تأكيد.