نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض، يوم الأربعاء، «مزاعم» روسيا بأن مقاتلي المعارضة أطلقوا مقذوفا مليئا بغاز السارين على ضاحية في مدينة حلب في مارس. وقال الائتلاف: "يتعين السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحقيق في الهجوم"، وقال دبلوماسيون غربيون إن روسيا عرقلت مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع يطالب بالسماح لفريق دولي مكلف بالتحقيق في الأسلحة الكيماوية بزيارة سوريا وتمكينه من إجراء تحقيق "موضوعي".
وأكدت الأممالمتحدة في بيان أن رئيس فريق الأممالمتحدة للأسلحة الكيماوية السويدي آكي سالستروم ورئيسة مكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع الأسلحة انجيلا كين قد قبلا دعوة من الحكومة السورية، لمناقشة تحقيقهما في الهجمات الكيماوية المزعومة في سوريا، وتعد روسيا حليفا قويا للأسد وموردا رئيسيا للأسلحة لدمشق، ويماثل مشروع القرار بيانا صدر مؤخرا من جانب مجموعة الدول الصناعية الثماني ومن بينها روسيا.
وأوضح المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح في بيان أن الجيش السوري الحر يدين بقوة أي استخدام للأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين، وينفي مزاعم روسيا بشأن استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيماوية في خان العسل في حلب، مضيفا أن "قوات الرئيس السوري بشار الأسد هي وحدها من يملك التكنولوجيا والقدرة والاستعداد لاستخدام هذه الأسلحة".
وتابع صالح أن الائتلاف والمجلس العسكري الأعلى طالبا بقدوم مراقبي الأممالمتحدة الى سوريا للتحقيق في استخدام هذه الأسلحة، وأن نظام الأسد يرفض السماح لهم بذلك، وقال مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، يوم الثلاثاء، إن تحليلا علميا روسيا أشار بقوة إلى أن المعارضين هم من أطلقوا مقذوفا يحتوي على غاز السارين سقط على خان العسل في 19 مارس وقتل 26 مدنيا وأفرادا عسكريين.
وتبادلت الحكومة ومسلحو المعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الحادث، إضافة إلى عدد آخر من الهجمات بأسلحة كيماوية وينفي كل من الجانبين استخدام هذه الأسلحة. وقال صالح إن استخدام الأسلحة الكيماوية لا يتفق مع مبادئ وأهداف الثورة السورية، وأضاف أن استهداف مدنيين بدون تمييز لتحقيق مكاسب سياسية هو من طبائع نظام الأسد.
وشككت الولاياتالمتحدة في التحليل الروسي الخاص بحادث خان العسل، ودعت مع فرنسا إلى السماح لفريق من الأممالمتحدة بالدخول بحرية تامة إلى المواقع السورية التي يشتبه بتعرضها لهجمات بالأسلحة الكيماوية. وتقول الأممالمتحدة إن زهاء مئة ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.
وشكك دبلوماسي غربي رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، أيضا في مزاعم روسيا بأن مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن هجوم خان العسل. واستبعد الدبلوماسي فكرة أن حكومة الأسد راغبة في السماح لفريق الأممالمتحدة بالتحقيق فيما حدث في حلب، لثقتها في أن المتمردين مسؤولون عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 19 مارس. وقال الدبلوماسي إن الدليل المتاح يشير إلى أن الجيش السوري هو من نفذ الهجوم.