أمضت محافظة السويس ليلة عصيبة، عندما اعتدى أعضاء من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعض المفرج عنهم حديثًا في قضايا إرهابية، حتى الساعات الأولى من فجر أمس الأول، على القوات المكلفة بتأمين ديوان محافظة السويس، مستخدمين الأسلحة النارية والقنابل اليدوية، وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مقتل شخص جراء إصابته برصاص مجهولين في الرأس، وإصابة 20 ضابطًا وعسكريًّا من قوات الجيش الثالث الميداني بالمحافظة، بالإضافة إلى إصابة عشرات المواطنين باختناقات. وقال علي أمين، القيادي بجبهة الإنقاذ بالسويس: إن جماعة الإخوان المسلمين استعانت بالمسجلين خطرًا والبلطجية ومتشددين دينيين للاعتداء على قوات الجيش والمواطنين، مؤكدًا أن ما كانت تقوم به الجماعة وأنصارها هي عمليات إرهابية وليس تظاهرًا.
واتهم القيادي بالإنقاذ، أمين حزب الحرية والعدالة، أحمد محمود، وبعض قيادات الجماعات الدينية، بأنهم طالبوا مؤيديهم من الإخوان المسلمين، خلال تجمعهم بمسجد حمزة بن عبد المطلب، بالتوجه إلى مبنى المحافظة، حاملين للأسلحة واعتدوا على القوات المكلفة بتأمين ديوان المحافظة.
وروى شهود عيان، بعض تفاصيل الواقعة، مؤكدين أن ميليشيات الرئيس المعزول استخدموا السيدات والأطفال دروعًا بشرية، لمنع قوات الأمن من القبض عليهم، وقالوا: «مؤيدو الرئيس المعزول كانوا يقذفون القنابل المسيلة للدموع على قوات الجيش ثم يختبئون خلف السيدات».
وأكد مصدر طبي بالسويس، أن «القتيل الذي سقط، يدعى راوي محمد عبد المجيد، 33 عامًا من سكان المحافظة، لقي حتفه بعد إصابته بطلق ناري في الرأس». وقال الدكتور محمد العزيزي، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة: إن مستشفيات وزارة الصحة بالسويس استقبلت، أمس 60 مصابًا بسبب الأحداث التي شاهدتها المحافظة وجميعهم تم علاجهم وخرجوا من المستشفيات بعد علاجهم، لافتًا إلى أن الإصابات تنوعت ما بين اختناقات بسبب الغاز المسيل للدموع وكسور مختلفة.
ونفى مصطفى السويسي، منسق حركة، تمرد، بالسويس، قيام أعضاء الحركة بالاشتباك مع مؤيدي الرئيس المعزول، مؤكدًا أنهم يتحركون سلميًّا ويرفضون العنف.
وأكد إسلام مصدق، المتحدث الإعلامي باسم تكتل شباب السويس، على ما ذهب إليه السويسي، وقال: «لم نتواجد في محيط مبنى المحافظة أو منطقة الملاحة بالسويس طوال الأحداث التي وقعت».
من جانبه قال مصدر أمني: إن «قوات الجيش كانت حريصة على ضبط النفس وعدم التعامل بعنف مع من يقوموا بالاعتداء على قوات التأمين، بالرغم من قيام أنصار ومؤيدي الرئيس المعزول مرسي، باستخدام القنابل والأسلحة خلال الاعتداء على قوات الجيش».
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 7 من أعضاء الجماعات الدينية، ممن قاموا بإلقاء القنابل والرصاص على قوات الجيش.
يأتي ذلك فيما قام اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني بالسويس، بتفقد القوات التي تؤمن محيط مبنى المحافظة ومديرية الأمن ومجمع المحاكم ومبنى الأمن الوطني والشهر العقاري.
شهدت المحافظة عودة الحياة لطبيعتها وقيام العمال بالذهاب إلى أعمالهم، بجميع شركات تكرير البترول والموانئ البحرية والموانئ الخمس التابعة لهيئة مواني البحر الأحمر.