حذر الدكتور صابر حارص، مستشار شورى الجماعة الإسلامية، من فكرة «الانتخابات المبكرة»، أو الاستفتاء عليها، لأنها بحسب وصفه، «فكرة مرضية لا تحمل إلا نزعة شريرة في هدم النظام»، والانحراف بثورة يناير من الشرعية إلى البلطجة السياسية والفوضى، لمجرد أن صناديق الانتخاب جاءت لصالح تيار دون آخر وانتهت برئيس وبرلمان بمرجعية إسلامية، وخسرت فيها القوى المعارضة الآن خمس مرات. وتابع حارص، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن فكرة تنحي الرئيس غير مسبوقة مطلقاً في تاريخ نظم الحكم بالعالم، وتصطدم مع الدستور والقانون وترسخ آلية جديدة لهدم نظام الحكم الديمقراطي وتطرح تفكير فوضوي لمفهوم "إرادة الشعب" عبر المظاهرات دون تحديد آلية نظامية لقياس هذه الإرادة، فضلا عن أن الرئيس نفسه لا يملكها، لأنها رهينة بإرادة الأغلبية التي انتخبته.
وأضاف حارص، أنه لا توجد آلية لذلك غير الرجوع مرة أخرى إلى صندوق الانتخاب الذي جاء به الرئيس مرسي، وبالتالي فإن فكرة إعادة انتخاب الرئيس أو الاستفتاء عليه هي ترسيخ لمفهوم البلطجة السياسية، التي ترفض نتائج الصندوق إذا جاءت بالمنافس أو الخصم السياسي الآخر وإهانة شديدة لأصوات الأغلبية، التي خرجت وعانت في الطوابير خمس مرات للإدلاء بصوتها.
وأوضح حارص، أن فكرة تنحي الرئيس تعني هدم مؤسسات الدولة ودستورها، ولا أحد يملك أو يعرف ما الخطوات التي يتم اتخاذها بعد ذلك، حيث ينشب الخلاف والصراع مرة أخرى حول عدد من الإشكاليات؛ من بينها من يتولى حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وانتخاب الرئيس أولا أم إعداد الدستور، ومن يملك حق تشكيل الحكومة التي تشرف على الانتخابات.
وأكد حارص، أن الإصرار على فكرة الخروج على الشرعية ستنتقل بالمصريين حتمًا من سيئ إلى أسوأ، وربما تأخذهم إلى حالة من العنف بين المؤيدين والمعارضين كما حدث في بعض المناطق، «خاصة وأن المؤيدين يعتبرون أنفسهم في حالة دفاع عن شرعية الحكم وإرادة الشعب المنظمة عبر صندوق يشرف عليه القضاء وليس عبر مظاهرات لا يتجاوز اعدادها 3 في المائة من الشعب المصري»، على حد تعبيره.