بينما واصلت مسيرات أمس، تدفقها إلى ميدان التحرير القادمة من كل فج وصوب، أعلنت المنصة الرئيسية بميدان التحرير عن "اعتصام آلاف المتظاهرين لحين إسقاط النظام الإخواني ومندوبهم في رئاسة الجمهورية محمد مرسي"، فيما واصلت اللجان الشعبية تشديد الحراسة والرقابة على مداخل ومخارج ميدان التحرير؛ لإحكام السيطرة على آلاف الوافدين للمشاركة في فاعليات يوم الأحد، وعدم اندساس أي من مثيري الشغب بين المتظاهرين، لإفساد الفاعلية وصبغها بالعنف. مسيرات السيدة زينب، والتي ضمت مسيرة نسائية خاصة بالسيدات وتم عمل ما يشبه الكردون الأمني حولها حتى دخولها الميدان، وكذلك مسيرات من حي الكيت كات وامبابة والوراق والخليفة وحي عابدين والدرب الأحمر ومسيرة مسجد الاستقامة، وأيضًا مسيرات قدمت من نقابتي الصحفيين والمحامين، والعديد من القوى الثورية المنظمة كالتيار الشعبي وحزب الدستور والتحالف الشعبي الاشتراكي، وحركة تمرد التي كانت تجمع توقيعات على استمارات تمرد من المتظاهرين.
هذه المسيرات ملأت ميدان التحرير وتفرعت الجماهير إلى الشوارع المحيطة بالميدان، كشوارع طلعت حرب وقصر النيل ومحمد محمود وقصر العيني وصولاً إلى باب اللوق وميدان عابدين وحتى شارع رمسيس وجامع الفتح، وتركزت مجموعات في ميدان طلعت حرب مرددة هتافات مناهضة لجماعة الإخوان.
وامتلأت المسيرات بالأهالي والأسر التي نزلت بأطفالها ونسائها حاملين أعلام مصر، ومرددين هتافات تطالب بإسقاط حكم الإخوان ورحيل مرسي، وانتشر ما يقرب من 30 سيارة اسعاف في محيط الميدان وتركزت أمام كنيسة قصر الدوبارة وميدان سيمون بوليفار، وقال أحد المسعفين، أنه تلقى العشرات من حالات الاختناق والإغماء بين المتظاهرين نتيجة للتزاحم والتدافع، وتم اسعافهم وغادروا على الفور، مؤكدًا عدم وجود أية إصابات خطيرة قد تنتج عن التزاحم.
وبالرغم من تواجد عناصر مؤمنة للمتظاهرين عند مداخل الميدان، إلا أن "بوابة الشروق" رصدت بعض المندسين قاموا بحالات تحرش فردية "لفظية أو باللمس"، وتظاهر هؤلاء الأفراد بأنهم يحاولون مساعدة الفتيات على اجتياز الزحام، إلا أن العديد من الشباب المنظم للمسيرات داخل الميدان سرعان ما احتووا الموقف، وقاموا بحماية الفتيات.