أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، اليوم الثلاثاء في خطاب إلى القطريين تخليه عن السلطة وتسليمها لابنه ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثان بعد 18 سنة في سدة الحكم. وقال الأمير في الخطاب الذي بثه التلفزيون القطري الرسمي "إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثان وأنا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية وجدير بالثقة وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة".
واعتبر الشيخ حمد، أنه "حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة"، كما أعرب الشيخ حمد عن ثقته بأن الأمير الجديد البالغ من العمر 33 عاما "سيضع مصلحة الوطن وخير أهله نصب عينيه وستكون سعادة الإنسان القطري غايته الأولى على الدوام".
وأضاف متوجها إلى القطريين "ها هو المستقبل أمامكم إذ تنتقلون إلى عهد جديد ترفع الراية فيه قيادة شابة تضع طموحات الأجيال القادمة نصب عينيها وتعمل دون كلل أو ملل من أجل تحقيقيها".
وكان الديوان الأميري دعا القطريين إلى مبايعة الأمير الجديد، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، في الديوان الأميري، فيما أعلن اليوم الثلاثاء يوم عطلة رسمية وبدأت وفود القبائل والأعيان والمواطنين القطريين تتوافد إلى الديوان الأميري لمبايعة الأمير الشاب وأظهرت صور تبثها مباشرة القنوات القطرية الأمير السابق والجديد يستقبلان القطريين ويصافحانهم.
ويقوم عدد كبير من الوافدين إلى الديوان بتقبيل يد الشيخ حمد وكذلك الشيخ تميم دلالة على الولاء للحكم، وكان الشيخ حمد وصل إلى السلطة في يونيو 1995 إثر انقلاب غير دموي على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثان. وقد تصالح معه في وقت لاحق.
وما زال والد الشيخ حمد على قيد الحياة، وبالتالي فإن قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لديها ثلاثة حكام على قيد الحياة وقال الشيخ حمد في خطاب التنازل عن الحكم "الله يعلم أما أردت السلطة غاية في ذاتها ولا سعيت إليها لدوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة".
وحول الشيخ حمد (61 عاما) بلاده من وطن صغير مغمور في الخليج إلى لاعب إقليمي أساسي، وإلى أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال مع ترسانة مالية ضخمة وكان الشيخ حمد أبلغ الاثنين الأسرة الحاكمة وأعيان البلاد في اجتماع بقصره قراره تسليم السلطة إلى نجله ولي العهد، وذلك بعد أسابيع من انتشار تقارير ومعلومات حول نية الأمير التخلي عن السلطة.
ويعد تخلي الشيخ حمد عن الحكم سابقة في التاريخ السياسي الحديث للمنطقة، إذ لم يتخل أي حاكم وراثي طوعا عن الحكم، ويتوقع أن يشمل انتقال السلطة في قطر خروج شخص أساسي آخر من الأضواء، وهو رئيس الوزراء النافذ والمحنك الشيخ حمد بن جاسم آل ثان.
ولد الأمير الجديد الشيخ تميم عام 1980 وهو الابن الرابع للأمير السابق والثاني له من زوجته الثانية الشيخة موزة بنت ناصر المسند وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من أأغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الأكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو أحد أبناء الشيخة موزة أيضا.
وكان ولي العهد يتولى قيادة القوات المسلحة نيابة عن والده ورئاسة اللجنة الأولمبية كما أنه نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر. وتخرج الشيخ تميم من كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية المرموقة على غرار والده، كما أنه محب للثقافة الفرنسية ويتحدث الفرنسية بطلاقة.