قال عادل الخياط، القيادي بحزب البناء والتنمية، المستقيل من منصب محافظ الأقصر، اليوم الأحد: إنه انتهى بعد مشاورات مع قادة الحزب إلى وجوب التقدم باستقالته؛ لأنه لا يقبل إراقة قطرة دم واحدة. جاء ذلك في نص استقالة الخياط التي أعلنها خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر حزب البناء والتنمية: «تغليبًا للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة أو الحزبية، ونتيجة للحملة الإعلامية الجائرة التي تعرضت لها، وحقنا لدماء الأبناء من محافظة الأقصر، ولشعب الأقصر الكريم، وشعب مصر العظيم تشاورت مع زملائي في الحزب، وانتهيت إلى وجوب تقديم استقالتي من محافظة الأقصر؛ لأننا لا نقبل أن تراق قطرة دم واحدة».
وأضاف الخياط: «لم يكن هناك سبب موضوعي لرفض تعييني فقد تدرجت في العمل الحكومي طوال 35 عامًا كمهندس، وانتخبت في السبعينيات رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة أسيوط، ومن طالبوا باستقالتي هم من يحنون للنظام السابق والعزل العنصري، ومن يرفضون الإسلاميين».
وأضاف: «شرفت بالعمل مع حزب البناء والتنمية بانضمامي له بعد الثورة، والافتراءات الملفقة التي دعتني إلى تغليب الحكمة، وتعلمنا أن المناصب لا تصنع القادة، فالقيادة مسؤولية وتجرد وتضحية، داعين الله أن يحفظ مصر كلها».
من ناحيته، قال صفوت عبد الغني، الأمين العام لحزب البناء والتنمية وعضو مجلس الشورى «سنتوجه مع سيادة المحافظ إلى رئيس الوزراء؛ لوضع خطاب الاستقالة على مكتبه، ولا أملك إلا أن أتوجه بالشكر والعرفان على هذا الموقف الشجاع والجريء الذي يثبت أنه رجل وطني بكل المقاييس، تعرض لظلم فادح والمساس بسمعته وكرامته».
وأضاف عبد الغني: «عندما صدر القرار نشر الكثيرون صورة تخالف صورة المحافظ، مدعين أنه أحد مرتكبي حادثة الأقصر، ونقول للإعلام والمخادعين لا يكون العدل والحكمة هكذا».
وأكد «هذا مثل يضربه معالي المحافظ ويضربه من خلفه حزب البناء والتنمية الذي يسعى دائمًا لإيثار المصلحة الوطنية، ولا يمكن أبدًا أن يكون جزءًا من مشكلة وأزمة، ونسعى بثقة وإخلاص ودون مصالح شخصية أو حزبية أن نكون من الدعاة الذين يؤثرون دائمًا مصلحة الوطن والمواطن».
وأوضح عبد العني أن الحزب لم يكن يعلم بقرار اختيار الخياط لمنصبه، مضيفًا «لم تتم استشارتنا ولو تمت ما كنا وافقنا، ولكن قرار الاستقالة شجاع وجرئ من داخل الحزب، وهو دون ضغط، ومنذ أن صدر القرار قدمنا رأينا واضحًا، ولم ننتظر أن يقف عند محافظة الأقصر وأن يهدد أحد، ولدينا القدرة على أن ندخل مبنى محافظة الأقصر من أول يوم".
وأكد عبد الغني أنه إذا كان الحزب اتخذ القرار في شأن الأقصر فنظرًا لأسباب موضوعية رجح فيها وجوب الاستقالة، ولا يعني ذلك بأي حال أن يُقصى الحزب مرة أخرى، وإذا كان السبب موضوعيًّا نفضل مصلحة الوطن.
وقال أسامة رشدي المستشار السياسي للحزب: إن هذا الموقف التاريخي لن ينساه له الشعب المصري، وأضاف «ما يمكن استخلاصه أننا نؤمن بأن الآثار إرث إنساني تجب المحافظة عليه وتنميته».