"أنا ابنة النيل وجئت لأسئلكم ماذا فعلتم من أجلنا ومن أجل النيل.. حقي عليكم التعاون والحوار.. أريد مياه النيل تصل إلى بلدي ومنزلي ومدرستي" بهذه الرسالة التي وجهتها طفلة في المدرسة الابتدائية بجوبا إلى وزراء مياه النيل بدأت فعاليات الاجتماع الأول والعشرين لوزراء مياه النيل في جوبا عاصمة جنوب السودان لأول مرة، بعد انضمام الجنوب إلى مبادرة حوض النيل. في افتتاح المؤتمر، ألقى وزراء المياه وممثليهم في كل دولة كلمة حرصوا خلالها على التأكيد على التعاون والتكامل، لتحقيق المنفعة المشتركة جراء استخدام وإدارة مياه النيل، ولم يتطرق أحد إلى الحديث عن اتفاقية عنتيبي سوى وفدي مصر وإثيوبيا وتنزانيا، حيث بدا نوعًا من الخلاف في الموقف المصري والإثيوبي من الاتفاقية.
في بداية كلمته، اعتذر أحمد بهاء، رئيس قطاع مياه النيل على عدم حضور وزير المياه المصري للاجتماع بسبب ارتباطته الداخلية، ونقل رسالة إلى دول منابع النيل قال فيها، إن مصر ليست ضد أي تعاون مع دول حوض النيل، والدليل هو وجود العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي والإقليمي بين مصر وجميع دول النيل.
وذكر: "دول حوض النيل لديها مصادر كثيرة للموارد المائية، فهناك مياه الأمطار والمياه الجوفية بجانب مياه النيل، وهذه الموارد كافية لمتطلبات التنمية الحالية والمستقبلية، ولكن الموقف المائي في مصر حرج للغاية؛ حيث إننا من أكثر الدول القاحلة حيث نعتمد بالأساس على مياه النيل، في الوقت الذي تشهد فيه مصر زيادة سكانية وتوقعات لمخاطر محتملة بسبب التغيرات المناخية".
وأضاف بهاء، أن توقيع دول منابع النيل على اتفاقية "عنتيبي" خلف موقفًا حرجًا، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية ليست من مخرجات مبادرة حوض النيل، التي تهدف بالأساس إلى تحقيق المنفعة المتبادلة للجميع، ولكن مع عدم الضرر، موضحًا أن هذه الحالة تؤثر سلبًا على سير العمل في المبادرة، موضحًا أن هذه المبادرة تعبر عن الجميع وليست مملوكة لأية دولة.
ورد وزير المياه الإثيوبي، اليمايهو تيجنجو، إن بلاده لن تسمح لدولة واحدة في التحكم في مياه النيل، نافيًا وجود حالة من الصراع داخل مبادرة حوض النيل ومؤكدًا حرص بلاده على استمرار التعاون البناء.
وهنئ تيجنجو الشعب الإثيوبي على اتخاذ بلاده لخطوه وصفها بالتاريخية، بعد تصديق البرلمان الإثيوبي على اتفاقية "عينتيبي"، داعيًا دول منابع النيل الموقعة على الاتفاقية للإسراع في الانتهاء من التصديق البرلماني عليها لاعتمادها من الاتحاد الإفريقي.
وأكد ممثل الوفد التنزاني، أن بلاده أيضًا في الطريق للتصديق على الاتفاقية بعد إثيوبيا، مؤكدًا على أهمية إنشاء مفوضية دول حوض النيل، لاستمرار التعاون وتنفيذ المزيد من المشروعات التنموية في دول الحوض.