اعتبرت شبكة سى بى اس الإخبارية الأمريكية أن زيارة وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا محاولة مصرية لإصلاح الأزمة الدبلوماسية التى تسبب فيها «تهديد الرئيس محمد مرسى مع احتمال نشوب حرب» على حد تعبير نشرته القناة على موقعها الإلكترونى. وقال التقرير الذى أعدته صحيفة جلوبال بوست وبثته سى بى اس إن الزيارة جاءت بعد أسبوع واحد من مصادقة البرلمان الإثيوبى على اتفاقية عنتيبى، التى وصفها التقرير بأنها «تجرد مصر من حقوقها فى نصيب الأسد من مياه النيل»، فى الوقت الذى تتعهد أديس أبابا بالاستمرار فى بناء السد الذى يتكلف 4.7 مليار دولار.
وتأمل إثيوبيا أن يكون «سد النهضة العظيم» أكبر السدود الهيدروكهربائية فى القارة الأفريقية، والذى يولد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء، ويخلق بحيرة تخزين تتسع لحوالى 63 مليار متر مكعب.
ويقع السد على الحدود الإثيوبية السودانية، ويبعد 1400 ميلا (2253 كليو مترا) عن الأراضى المصرية. وهو ما رد رئيس الوزراء الإثيوبى ديسلاجن هيلايامريام على التحذير المصرى بأنه لا يستطيع أحد أن يوقف العمل فى السد، مقللا من احتمالات النزاع العسكرى. واعتبر عدد من المراقبين الذين التقتهم الصحيفة أن الصراع العسكرى بين البلدين مستبعد.
وقال المحلل السياسى فى مجموعة الأزمات الدولية ياسر الشيمى إن الحل العسكرى لن يظهر إلا مع استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية والقانونية.
ونقل التقرير عن دراسة أصدرها معهد التخطيط القومى بأن مصر ستحتاج 21 مليار متر مكعب بحلول 2050 لمواجهة الزيادة السكانية الكبيرة.
وصرح المدير السابق لمركز أبحاث المياه ضياء القوصى لجلوبال بوست بأن سد النهضة هو بمثابة كارثة مصرية.
وتابع «إذا صحت توقعاتنا بأن السد سيحرم مصر من 10 مليارات متر مكعب من المياه، فهذا يعنى خروج 2 مليون فدان من دورة الزراعة المصرية».