احتشد الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، مساء أمس الاثنين، أمام قاعة المؤتمرات، بمدينة نصر، في أجواء شبه احتفالية، دعمًا للرئيس محمد مرسي، بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني الذي دعت له مجموعة من الأحزاب الإسلامية لبحث أزمة سد النهضة الإثيوبي. واستقبل أعضاء الجماعة، الذين احتشدوا قبل ساعتين من بداية الاجتماع، الرئيس مرسي الذي وصل في الثامنة مساء بالتهليل والتكبير، وهتافات مؤيدة كان منها: «بنحبك يا ريس»، و«حرية وعدالة.. مرسي وراه رجالة».
«الشروق» ناقشت 4 من أعضاء جماعة الإخوان، ممن تجمعوا أمام قاعة المؤتمرات بمدينة نصر لإعلان تأييدهم للرئيس مرسي، لاستطلاع آرائهم حول المستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية، ومعرفة بواعثهم للاحتشاد.
مُمسكًا بلافتة مكتوبًا عليها: «أهداف الثورة تتحقق.. أصبح لدينا حرية تكوين الأحزاب والصحف والجمعيات» وقف أيمن جمعة، شاب في العقد الثالث من عمره، وسط الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «أصبح عندنا حرية، وبقى عندنا انضباط في الشارع، والشرطة بتقف مع المواطن»، بتلك الكلمات تحدث جمعة، عضو حزب الحرية والعدالة، عن أهداف الثورة «التي حققها مرسي»، مستدركًا: «لكن لكل ثورة توابعها، ومشاكل مثل رغيف العيش، والبنزين والكهرباء وغيرها من المشكلات وباقي أهداف الثورة علاجها في الطريق إن شاء الله».
وانتقل جمعة بحديثه مهاجمًا حملة «تمرد»، الداعية لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، «اسم الحملة بيدل على شخصيتهم، هما مش حاسين إننا بقينا عايشين في حرية.. هما فئة مش عايزين البلد تستقر».
وعلى بعد خطوات من شاشتي عرض وُضعتا بالقرب من الباب الرئيسي لقاعة المؤتمرات، لبث اجتماع الرئيس وقف عبد الله صالح، المحاسب بشركة تأمين صحي رافعًا لافتة كتب عليها «أهداف الثورة تتحقق.. أصبح لدينا دستور يكفل جميع الحريات».
صالح الذي آثر توجيه لافتته باتجاه قائدي السيارات المارة، مُتجاهلًا كلمات الرئيس، التي كانت محط أنظار باقي رِفاقه، سعيًا منه لإعلام المارة بالغرض من الاحتشاد بهذا المكان، وإعلان دعمه لمرسي.
وبلهجته الصعيدية تحدث صالح عن مجموعة مما اعتبرها «من إنجازات مرسي وحكومته»، قائلًا: «إن أول مطلب من مطالب الثورة المصرية هو العيش، وقد تحقق بالفعل بعدما عمل الدكتور باسم عودة وزير التموين على تطبيق منظومة جديدة للخبز، سمحت بتوفير رغيف عيش كبير ونضيف وبشلن بس».
وتابع صالح حديثه مُتغزلًا في الدستور: «فرنسا قالت إنها لو تملك دستورًا كالدستور المصري لطبقتّه في بلادها».
وعن الدعوة لتظاهرات القوى المؤيدة للرئيس مرسي يوم 28 يونيه أمام قصر الاتحادية قال: «عن نفسي من يوم 28 يونيه مش هانزل من البيت، لكن لو الجماعة قالت انزلوا هانزل»، وقبل أن يسهب صالح في حديثه فوجئ بأحد الأشخاص يرتدي «بدلة» يوجه له رسالة شديدة اللهجة: «إحنا جايين نسمع الريس»، فلم يكن من صالح إلا أن أسرع ليصبح في الصفوف المتقدمة أمام شاشة العرض.
وعلى الرصيف المقابل للبوابة الرئيسية لقاعة المؤتمرات، جلس يحيى العسال، عضو الجماعة بمحافظة القليوبية، لا يكاد يهتم بما يحدث حوله سوى أنه يردد هتاف «الله أكبر ولله الحمد» حين يردده الإخوة تعبيرًا عن إعجابهم بكلمة الرئيس مرسي.
ورفض العسال الحديث عن مشاركته بتظاهرات 28 يونيه القادم سوى التعليق بعبارة «نحن لا نريد العنف والتعبير عن الرأي مكفول للجميع مع رفضنا التام أي مساس بالمنشآت العامة، وقصر الاتحادية من بينها وحمايته مسئولية وزارة الداخلية».
وهنا قاطعه شاب عشريني، يُدعى محمد سعد، في لهجة غليظة قائلًا: «كون العملية الانتخابية جابت حد هنحميه، وإذا كان هدفهم هدم الشرعية هنحمي الشرعية زي ما حصل في الاتحادية الأولى».
وأوضح سعد، ذو اللحية الخفيفة، أن الإعلام صوّر أحداث الاتحادية الأولى، بشكل خاطئ، متجنيًا على أنصار الجماعة: «الإعلام صوّر أحداث الاتحادية على أننا مجموعة من أنصار الرئيس قَدِمت لحمايته، لكن الحقيقة أننا كنا نحمي الشرعية، أيًّا كان شخص الرئيس».
واعتبر سعد، أحد أهالي مدينة طوخ بالقليوبية، تظاهر مؤيدي ومعارضي الرئيس «الشرعية من وجهة نظره»، لا يعني حتمية وجود اشتباك بين الطرفين، مضيفًا أن الاحتكاك يحدث عندما يتعدى الطرف الآخر حدوده، وتُقصِّر أجهزة الدولة في أداء عملها، وهو ما حدث في أحداث الاتحادية الأولى.