يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول جولة افريقية أواخر يونيه تشمل السنغال وتنزانيا وجنوب افريقيا، إلا أنه لن يزور كينيا أرض أجداده، بحسب برنامج رحلته الذي نشر الاثنين. وخلال فترة رئاسته الأولى، أحبط أوباما آمال العديد من الافارقة بقضاء ساعات قليلة فقط في منطقة جنوب الصحراء الكبرى - في غانا- ، الا انه يحرص على تطبيق استراتيجية جديدة في تلك المنطقة التى تولي اهتماما خاصا بالديموقراطية والاصلاحات الاقتصادية.
وتتركز التوقعات على ما اذا كان اول رئيس اميركي اسود سيزور نلسون مانديلا (94 عاما)، رئيس جنوب افريقيا السابق ورمز مكافحة الفصل العنصري في الزيارة التي سترافقه فيها السيدة الأولى ميشيل أوباما.
وقال البيت الابيض ان الزيارة التي طال انتظارها تهدف الى التركيز على "التزام أوباما بتوسيع وتعزيز التعاون بين الولاياتالمتحدة وشعب افريقيا جنوب الصحراء" لتعزيز السلام والازدهار.
وسيلتقي اوباما مسؤولين ورجال اعمال وقادة من المجتمع المدني من بينهم شباب في الزيارة التي ستبدأ في 26 يونيو وتنتهي في 3 يوليو - في رحلة طويلة على غير العادة يقوم بها الرئيس الذي عادة ما يقوم بزيارات سريعة خارج بلاده.
الا ان الاهتمام سيتركز على البلدان التي لن يزورها اوباما ومن اهمها كينيا، ارض والد اوباما الراحل التي لا يزال اقاربه يعيشون فيها.
وعادة ما يستخدم اوباما ماضيه وخلفيته للتواصل مع الاجانب ويتحدث عن ذكريات طفولته عندما يزور اندونيسيا، وارثه الايرلندي عند زيارته ايرلندا، وفي هاواي يصف نفسه بانه "اول رئيس من الباسيفيك".
الا ان السياسة بددت الامال بزيارة اوباما لجذوره في كينيا.
ومن المرجح ان لا ينظر بعين الاستحسان الى ظهور اوباما مع اوهورو كينياتا الرئيس الذي انتخب في مارس والذي سيمثل في يوليو امام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية في اعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2007-2008. وصرح مسؤول في الادارة الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته ان انتخاب كينياتا زاد من تعقيد جدول زيارة اوباما في افريقيا.
وكان اوباما زار كينيا في 2006 بعيد انتخابه في مجلس الشيوخ، قبل اعلانه ترشحه للرئاسة في 2008.
وفي نيروبي اعربت السلطات الكينية انها غير مستاءة من عدم زيارة أوباما رافضة الانباء بان السبب في ذلك هو المحاكمات المقبلة لمسؤولين فيها في المحكمة الجنائية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الكينية موثوي كاريوكي ان "امريكا، مثل كينيا، دولة مستقلة ولرئيسها الحق الديموقراطي بزيارة اي مكان يرغب به".
واضاف ان "كينيا تمضي قدما في تنفيذ اجندتها التنموية وسنستمر في ان نكون جزءا من عصبة الدول. ونحن لسنا قلقين لعدم زيارته كينيا. نحن غير مستائين".
وتاتي زيارته الى افريقيا بعد جوله مماثلة قامت بها زوجته ميشيل في يونيو 2011 التقت خلالها بنلسون مانديلا.
ورغم ان الرئيس لم يقم بجولة شاملة للقارة الافريقية، الا انه استضاف اجتماعا في نهاية مارس مع نظيره السنغالي المنتخب ماكي سال اضافة الى زعماء كل من سيراليون ومالي والراس الاخضر، ووصفهم بانهم امثلة على "التقدم الذي نشهده في افريقيا".
وفي 2011 استقبل أوباما اربعة زعماء افارقة اخرين في البيت الابيض هم رؤساء بنين وغينيا والنيجر وساحل العاج. ووعدهم بان تظل الولاياتالمتحدة "شريكا قويا" للديموقراطيات في افريقيا.
وفي 2012 كشف أوباما عن استراتيجية جديدة شاملة لافريقيا تهدف الى تعزيز الامن والديموقراطية في القارة التي تواجه تهديد القاعدة وهجوما اقتصاديا من الصين.
وتهدف الاستراتيجية الامريكيةالجديدة الى تعزيز التجارة والسلام والامن والحكم الرشيد وتعزيز المؤسسات الديموقراطية، وتقول ان القارة التي تعاني من الفقر والفساد والانقسام يمكن ان تكون المنطقة التالية في العالم التي تحقق نجاحا اقتصاديا.
وتحدثت الادارة عن "نجاحات" من بينها المساعدة على استعادة الديموقراطية في ساحل العاج، ومساعدة دولة جنوب السودان الجديدة، ودعم جهود الاستقرار في الصومال ودعم القادة الافارقة الشباب.
وفي كلمته امام البرلمان الغاني في 2009، قال اوباما انه رغم ان القارة تحتاج الان الى مساعدات دولية، الا ان "مستقبل افريقيا هو في يد الافارقة".
ومن المرجح ان تجدد زيارة اوباما التركيز على "خطة الرئيس الطارئة لمكافحة الايدز" التي كانت وليدة افكار سلفه جورج بوش والتي يعود لها الفضل في انقاذ ملايين الناس.