أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيليه، أن التدخل العسكري لن يحقق السلام الدائم في سوريا.. مشيرا إلى ضرورة التوصل لحل سياسي للصراع الدائر هناك. وأقر فيسترفيله - في حوار أجرته معه مجلة (دير شبيجل) الألمانية - بأن الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لتسوية الأزمة السورية لم تكن كافية لأنهاء الصراع الدائر هناك، مشددا على ضرورة الحيلولة دون وقوع حرب واسعة النطاق في المنطقة بأكملها جراء توسع الصراع السوري وامتداده لدول الجوار.
وأكد فيسترفيله، أن إعلان الولاياتالمتحدةوروسيا عن مؤتمر دولي حول سوريا يتم عقده قريبا، من شأنه المساعدة في التوصل لحل سياسي لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، مشيرا إلى أن الحل العسكري لن يساعد على إرساء السلام بشكل دائم في سوريا.
وأعرب وزير الخارجية الألماني عن خيبة أمله من دعم روسيا والصين للنظام السوري في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هذا الدعم عرقل مساعي المجتمع الدولي للتوصل لتسوية سلمية للوضع في سوريا خلال العاميين الماضيين، والتي سقط خلالهما أكثر من 80 الف قتيل سوري .
وردا على سؤال حول شعوره إزاء صور المذابح اليومية التي يتم ارتكابها في سوريا، قال: "كوزير للخارجية يجب أن أمنع نفسي من التصرف وفقا لمشاعري"، وأضاف: "لقد زرت مخيمات اللاجئين السوريين، ولذلك فأنا أؤكد أن ما تقرأه أو تشاهد في الأخبار يتم أخذه على الصعيد الشخصي".
وقال فيسترفيله: "ندعم المعارضة المعتدلة بطرق مختلفة، وذلك بتشييد المنشآت في المناطق التي تمكنت من السيطرة عليها، كما نقوم بعلاج الجرحي التي حالتهم خطيرة للعلاج في برلين"، منوها إلى أن ألمانيا تعد من أكبر الدول المانحة للسوريين.
وأكد وزير الخارجية الألماني، أن الغرب يضع في حسبانه أن عملية تسليح المعارضة السورية بالأسلحة القتالية من شأنه تأجيج المخاوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي المتطرفين الإرهابيين والأخطر - على حد قوله - هو أن دمشق تعد معبرا لعبور الأسلحة إلى القدس.
وأضاف فيسترفيله "حال وقوع نظام متطور مضاد للطائرات في أيدي جماعات متطرفين أو جماعات إرهابية كجماعة "جبهة النصرة" فإن ذلك سيمثل خطرا هائلا على حركة الطيران المدني وعلى أمن إسرائيل ".
وأشار وزير الخارجية الألماني إلى أن بلاده لم تحدد خطوط حمراء بشأن تسليح المعارضة السورية حال تدهور الوضع في سوريا، ولكنه أكد أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وشدد على أن استخدام النظام السوري لأسلحة الدمار الشامل من شأنه تغيير نهج المجتمع الدولي بشكل كامل تجاه الأزمة السورية.
وقال فيسترفيله إلى "أن ألمانيا ليس لديها - حتى هذه اللحظة - أي معلومات مؤكدة حول استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية، مشددا على أنه طلب من الدول الحليفة التي قالت إن لديها دليل على هذا لتقديم جميع الدلائل والمعلومات التي بحوزتهم للأمم المتحدةولألمانيا".
ورأى وزير الخارجية الألمانية أن حل التدخل العسكري لا يمثل مساعدة على طريق الديمقراطية، ولكنه لصد التهديدات للمدنيين ولأمن الدول الغربية، وكما يتم اللجوء للحل العسكري لتأمين مصالح الدول الغربية.
وعلى صعيد مختلف، قال وزير الخارجية الألماني ردا على دور بلاده في تسليح عدد من دول الشرق الأوسط بأسلحة متطورة، شدد فيسترفليله على أن ألمانيا - ثالث أكبر الدول المصدرة للأسلحة في العالم - لا تورد الأسلحة فقط للدول الديمقراطية، ولكنه يتم توريد الأسلحة وفقا لقضايا أمنية لحفاء وشركاء لبلادنا.