كشف مصدر دبلوماسى رفيع المستوى، عن قيام الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، بإجراء مشاورات لتعيين مبعوث عربى إلى العراق، للقيام بدور الوسيط مع كل القادة السياسيين هناك، من أجل تهدئة الأمور والتوصل إلى حلول على خلفية الأزمة السياسية والتوتر الذى تشهده الساحة العراقية، عقب أحداث اقتحام قوات الجيش لساحة الاعتصام فى قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، يوم الثلاثاء الماضى. وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل وإصابة العشرات من قوات الأمن والمعتصمين، ورجح المصدر أن تكون هذه الشخصية مصرية، فى حال قبولها المهمة.
وأعلن رئيس ديوان الوقف الشيعى فى العراق صالح الحيدري، تأجيل عقد الاجتماع الذى دعا إليه ديوانا الوقفين الشيعى والسنى فى إطار مبادرة تم إطلاقها لكبار المسئولين بهدف جمع القادة السياسيين على طاولة الحوار لحل الأزمة الراهنة فى البلاد، الذى كان من المقرر عقده، أمس الجمعة، إلى إشعار آخر.
ونقل المصدر الدبلوماسى قلق العربى إزاء ما اعتبره تطورا فى الأوضاع بالعراق، خاصة عقب أحداث قضاء الحويجة ومن خطورة ما يجرى من أحداث سوف تؤدى إلى مزيد من العنف.
وتفاقمت الأزمة مع تحذيرات لقائد القوات البرية العراقية، عقب اشتباكات وقعت بين مسلحين وقوات الجيش فى عدة مدن وسط العراق وشماله، على خلفية اقتحام هذه القوات لساحة الاعتصام، وقال قائد القوات إن الجيش سيرد بحزم على أى اعتداء ضد أى قطعة أو ثكنة أو سيطرة عسكرية فى كل قواطع المسئولية.
يذكر أن العربى أصدر بيانا فى وقت سابق دعا فيه الحكومة والقوى السياسية العراقية إلى معالجة هذه الأزمة واحتواء الموقف فى الحويجة فورا، للحيلولة دون تفاقم الوضع الذى قد يؤثر سلبا على تماسك الشعب العراقى ومكوناته واستقرار وأمن العراق والمنطقة بأكملها.
كما طالب الأمين العام، الحكومة العراقية بإجراء تحقيق عاجل نزيه وشفاف يكشف المتورطين فى هذه الأحداث، وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل.
واستنكر الأزهر الشريف من جهة أخرى، بشدة الاعتداء على المعتصمين السلميين فى مدينة الحويجة بعراق العروبة والإسلام، ودعا السلطات العراقية إلى إتباع منهج الحوار بين مختلف الطوائف والفئات لتحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين والمعتصمين فى الساحات والميادين، والعمل على تأكيد وحدة النسيج الوطنى فى العراق، والبعد عن كل ما يثير الفتن الطائفية أو العرقية.