ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن الصين ستسمح للولايات المتحدة بالاستمرار في ضمان الأمن في منطقة الخليج، وذلك على الرغم من المخاوف المتصاعدة لديها من زعزعة الاستقرار الداخلي للبلاد، والتوترات المتصاعدة بشأن النفط وبزوغ نجم التيار الإسلامي في المنطقة. ولفتت الصحيفة الأمريكية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، إلى أنه في ظل المخاوف المتزايدة لدى بكين بشأن استقرار البلاد الداخلي، يبدو أن تطلع الصين المتزايد إلى النفط في الخليج العربي، فضلا عن تحول اهتمام واشنطن إلى "محور أسيا"، وقلة الاعتماد الأمريكي على نفط الخليج العربي، كان السبب في إثارة اهتمام الصين غير المتوقع بمنطقة الشرق الأوسط ككل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تستورد ما يقرب من 55% من احتياجاتها من النفط من الخليج العربي، وقد استفادت طوال الوقت من المظلة الأمنية الأمريكية هناك لحماية مصالحها، ونقلت عن أحد المحللين الصينيين، قوله: "إن وجود الطائرات الأمريكية في الخليج العربي هو من أجل الصالح العام".
ومن هذا المنطلق، رأت الصحيفة أن بكين يبدو وأنها باتت تشعر بالقلق إزاء تعهد الإدارة الأمريكية بتقليص وجودها العسكري في أماكن الطاقة والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط؛ فضلا عن مخاوفها من تأثير صعود التيار الإسلامي في المنطقة على منطقة شينجيانج ذات الأغلبية المسلمة المضطربة، التي تقع في أقصى شمال غرب البلاد والغنية بالغاز.
وأردفت الصحيفة تقول: "إن مؤسسات الفكر الصينية تعتقد أن جيش التحرير الشعبي الصيني ليس قادرًا على لعب دور أمني في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن، وحتى في حال كان قادرًا على ذلك، فهناك من يزعم بأن واشنطن لن تفسح المجال أمام بكين في منطقة الخليج؛ ومع ذلك، يعتقد الصينيون أن بلادهم ستضطر في نهاية المطاف إلى بدء لعب دور أكبر في الشرق الأوسط، فالصين دولة قوية ولكنها لا تتصرف وفقا لذلك" .