واصل مؤتمر تطوير العلوم الفقهية، الذى تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان أعماله، اليوم الإثنين، بمناقشة الشريعة فى الدساتير العربية والإسلامية وعلاقتها بالحكم المدنى ومفهوم المواطنة فى الإسلام، وأسس بناء المجتمع المدنى فى ظل أحكام الشريعة، وأصل العلاقة مع غير المسلمين، وفق المقاصد الشرعية والقواعد الفقهية والفقه الإسلامى فى المحاكم الأمريكية . وأكدت مناقشات المؤتمر، صلاحية قواعد الشريعة الإسلامية، للتعامل مع مستجدات الأوضاع وأهمية تطوير جهود الإعلام والتوعية لترسيخ مفاهيم الحوار والتعايش وقبول الآخر، باعتبار ذلك أمرا تفرضه متغيرات الأوضاع محليا وعالميا وللحيلولة، دون أى أسباب للنزاع أو الانغلاق، ولتجنب العزلة والصدام وأهمية الحوار كمفهوم إنسانى واستثمار عوامل الحوار الجغرافية والوجدانية .
وقال الدكتور عبد الحميد مدكور، الأستاذ بكلية دار علوم القاهرة، إن المسلمين والآخرين من أهل الكتاب أخوة فى الوطن الذى يقيمون به، ولابد من احترام ديانات الجميع وحرياتهم فى ظل المنظمة الإسلامية وتفهم كل الحقوق بما لا يتعارض مع قواعد الإسلام وللجميع الحق فى الرعاية والكرامة .
وأشار الدكتور مدكور، وهو من علماء الأزهر، إلى حق الآخر فى الرعاية والكرامة والوصول لكل ما تؤهله مواهبهم له من مراكز وفق القانون، مطالبا المسلمين بتقديم النموذج الكريم للإسلام فى التعايش والتعاون مع الآخر ومراعاة عدم التصادم بين الأوضاع الاجتماعية وما تقرره الشريعة الإسلامية .
ومن جانبه، استعرض المفكر الإسلامى بسلطنة عمان الشيخ أحمد بن سعود السيابى، أمين عام مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف العمانية، أسس التعامل مع غير المسلمين من خلال رؤية إسلامية وواقع تاريخى، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية راعت حقوق غير المسلمين ودعت لحسن التعامل والتعايش معهم بسلام لما يحقق مصلحة البشرية .